توقيت القاهرة المحلي 20:12:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السم» القطري يصل أستراليا

  مصر اليوم -

«السم» القطري يصل أستراليا

بقلم : سلمان الدوسري

فضيحة قطرية جديدة وافتنا بها الصحيفة اللندنية «صنداي تايمز» أمس، حيث كشفت عن وثائق سرية تشير إلى أن الدوحة دفعت الملايين من الدولارات للتخريب على منافسيها في سعيها لاستضافة كأس العالم 2022، من خلال ما أطلقت عليه الصحيفة «العمليات السوداء»، مضيفة أن وثائقها تشير إلى أن عملاء سابقين لوكالة المخابرات المركزية وشركة علاقات عامة وُظفوا في حملة «ألاعيب قذرة» ضد الولايات المتحدة وأستراليا كسرت قواعد «الفيفا». بالطبع، ما فعلته قطر من فساد غير مسبوق في المنافسة على استضافة كأس العالم يُمثل انتهاكاً صارخاً للقواعد الموضوعة من قبل «الفيفا» للدول المُتنافسة. وبعيداً عن ما إذا كانت هذه التسريبات ستزيد الدعوات إلى سحب أحقية قطر في استضافة كأس العالم، فإن ما قامت به الدوحة ليس سوى إحدى أدواتها التي لا تستغني عنها لتنفيذ سياساتها، عبر استخدام المال القذر لتحقيق أهدافها؛ لا يهم إن كانت تطرق البيوت من أبوابها أم لا، المهم أنها ترى المال وحده كافياً لتحقيق مبتغاها، سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية.

لا أعتقد أن أحداً متفاجئ من الفضيحة القطرية، فما هي إلا حلقة من مسلسل فساد استضافة البطولة الأشهر عالمياً، بل لا أظنها أكبر وأعظم من الفضيحة التي أعلنت عنها شبكة «بي بي سي» قبل أسبوعين، بأن قطر دفعت أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية؛ المبدأ واحد والتفاصيل متغيرة، والوسيلة في نهاية الأمر هي المال، الذي دائماً تظن قطر أنها قادرة على فعل كل ما تريد ما دامت تملكه، في سبيل إشاعة الفوضى وتحقيق مآربها.

يقول تقرير «صنداي تايمز» المشار إليه إنه استناداً إلى رسائل البريد الإلكتروني، قامت قطر «بتوظيف صحافيين ومدونين وشخصيات أخرى لإثارة الروايات السلبية، والتجسس على المنافسين، ونشر تقارير استخباراتية حول شخصيات مهمة، وإشعال فتيل احتجاجات شعبية»، وهذه بالضبط اللعبة التي تبرع فيها الدوحة، بتوظيف الإعلام المتواطئ لضرب خصومها بتقارير مختلقة وكاذبة ومزورة. وإذا كانت الصحيفة اللندنية قد كشفت عن الوسائل القطرية السوداء في ضرب خصومها لاستضافة كأس العالم، فإن هذه المنطقة تحديداً عانت أشد المعاناة من السياسة القطرية التخريبية المعتمدة على ثنائية المال القذر والإعلام المتواطئ طوال أكثر من عقدين من الزمن.

في تقديري، فإن قضية الفساد في استضافة بطولة كأس العالم على خطورتها، وانعكاسها على اللعبة الشعبية الأولى، أهون بكثير من الكارثة القطرية الكبرى المتمثلة في تمويل الجماعات الإرهابية تحت عباءة الدولة، من بوابة «الإخوان المسلمين» تارة، وإطلاق سراح صيادين تارة ثانية، والصفقات السياسية تارة ثالثة، وتفريغ المدن من سكانها الأصليين تارة رابعة. وهكذا، فإن المال القطري الوفير لم يفسد الرياضة فحسب، وإنما تسبب بقتل الملايين وتشريدهم تحت مرأى العالم ومسمعه.

يبقى أخطر ما أشار له تقرير الصحيفة البريطانية ما أظهرته الرسائل الإلكترونية التي تم تسريبها، والتي أرسلت إلى نائب رئيس اللجنة القطرية المنظمة، بأن قطر كانت على علم بمؤامرةٍ لنشر «السم» ضد خصومها الرئيسيين، حتى إنهم جهزوا قراراً للكونغرس الأميركي حول الآثار «الضارة» لكأس العالم في أميركا في أسبوع التصويت؛ وهنا مربط الفرس: السم القطري، الذي نشره النظام في الدوحة ضد أصدقائه كما خصومه، حلفائه كما أعدائه، لا أحد من الحلفاء أو الأصدقاء يدري متى ستأتيه لسعة السم تلك، فإذا كان النظام يغدر بأقوى دولة في العالم، لها قاعدة عسكرية كبرى في بلاده، أفلا يفعلها بجيرانه؟!

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السم» القطري يصل أستراليا «السم» القطري يصل أستراليا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon