توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا... أزمة اقتصادية أم مؤامرة؟!

  مصر اليوم -

تركيا أزمة اقتصادية أم مؤامرة

بقلم : سلمان الدوسري

بعد ستة أسابيع من إعادة انتخاب رجب طيب إردوغان رئيساً لبلاده، تشهد الليرة التركية انحداراً رهيباً لم يعرف مثيله الاقتصاد التركي، بعد انخفاضها أكثر من 40 في المائة منذ بداية العام، قبل أن تأتي القشة التي قصمت ظهر البعير بتطبيق العقوبات الأميركية، مع التذكير هنا بأن الرسوم الجمركية على الألمنيوم والحديد الصلب التركي، ليست كامل القصة في الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي بل جزء منها.

لم يتأخر الساسة الأتراك في الرد، وعلى رأسهم إردوغان ورئيس وزرائه ووزير خارجيته، في توجيه أصابع الاتهام إلى وجود مؤامرة، وأن ذلك أفضى إلى هذه الحالة المزرية التي بلغها الاقتصاد التركي، الذي أساساً يكابد ديوناً خارجية عالية للغاية، وتضخماً مرتفعاً بشكل حاد بنحو 15 في المائة («ستاندرد أند بورز» توقعت أن التضخم سيصل إلى ذروته عند 22 في المائة على مدار الأشهر الأربعة المقبلة).

وبالطبع، فإن مبرر المؤامرة كان الأسهل تناولاً لدى سياسيي أنقرة، بدلاً من الاعتراف بما يحدث، كان من الصعب عليهم الإقرار بهشاشة الاقتصاد التركي الذي كان آخر ما يحتاج إليه في هذه المرحلة الحساسة، قرارات سياسية متهورة تصل بالبلاد إلى حافة الهاوية.
إردوغان الذي فاز منذ عام 2002 بخمسة انتخابات برلمانية، وثلاث دورات من الانتخابات المحلية، واثنين من الانتخابات الرئاسية بالاقتراع الشعبي واستفتاءين بين عامي 2002 وأوائل 2018، اعتمد في نجاحاته السابقة كلياً على التحسن الاقتصادي الكبير، الذي حققه في بلاده كبوابة لصعود نجمه على الساحة السياسية.

يتساقط خصومه وحلفاؤه داخل الحزب وخارجه إلا هو الوحيد الباقي، تارة رئيساً للوزراء وتارة زعيماً للحزب وتارة ثالثة رئيساً للبلاد. يتغير الطربوش والزعامة ثابتة. مَن أسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين مستويات المعيشة، عندما دقّت الساعة، وأتت اللحظة التي ينتهي فيها شهر العسل لاقتصاد بلاده، رمى الكرة في ملعب الشماعة الشهيرة «المؤامرة»، متخلصاً من عبء الانكسار الاقتصادي على يدي الشخص نفسه الذي أسهم في صعودها، مع عدم إغفال أن اللغة الشعبوية تعجب الجماهير، وإلقاء اللوم على الغرب الإمبريالي تطرب له الآذان، لذلك ومع أن الأزمة الاقتصادية في تركيا غير مسبوقة، فإن خيارات الرد من السلطات النقدية والمالية شبه مشلولة، فلا أحد يريد مواجهة الأزمة بحلول اقتصادية ضرورية، مثل التقشف الاقتصادي أو رفع أسعار الفائدة أو كبح النمو الاقتصادي قليلاً.

بقي أن نشير إلى الصحوة القطرية ودعمها لتركيا في أزمتها هذه، بعد أن انتقدت بعض الصحف التركية الدوحة على «نكران الجميل»، والتزامها الصمت تجاه الأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا، وعلى أثر ذلك، تحركت الدوحة بسرعة من أجل إنقاذ حليفتها، لكن الخبر السيئ هنا أن الـ15 مليار دولار التي وعدت باستثمارها لن تفعل إلا القليل، فما يحتاج إليه الاقتصاد التركي من دعم اقتصادي وبصورة عاجلة يُقدّر بنحو 150 مليار دولار، فإذا أضفنا أن الشركات التركية تعدّت ديونها 340 مليار دولار، فليس هناك دولة في العالم مهما كانت قوية وغنية، تستطيع أن تقدم مثل هذا الدعم المالي الهائل السريع، سوى صندوق النقد الدولي، وهو ما ترفضه أنقرة حتى الآن، لقناعتها وإصرارها على أن الأزمة ليس اقتصادية أبداً، وإنما مؤامرة سياسية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا أزمة اقتصادية أم مؤامرة تركيا أزمة اقتصادية أم مؤامرة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon