توقيت القاهرة المحلي 15:42:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا فعلت السعودية بالعالم؟

  مصر اليوم -

ماذا فعلت السعودية بالعالم

بقلم: سلمان الدوسري

يوم الثلاثاء الماضي 22 -11-2022، لم يعد مجرد تاريخ عابر في العالم؛ ففيه نسج السعوديون قصة ستظل محفورة في ذاكرة الجميع، الغرب قبل الشرق، والقاصي قبل الداني. انتصار منتخب السعودية على الأرجنتين في أهم محفل رياضي في الكرة الأرضية، يحمل في معانيه ما هو أكثر من كرة القدم، وأكبر من الرياضة. هو انتصار لروح تواقة للإنجاز، روح وجدت شخصية استثنائية كانت قادرة على زرع الثقة واستنهاض الهمة، فكان إنجازها على شكل قمة.
ما فعله المنتخب السعودي في موقعة الثلاثاء التاريخية هو أبلغ رسالة لكل من حاول التشكيك في الحلم السعودي، رسالة مفادها أنه لا يوجد في هذا العالم قوي وضعيف، كبير وصغير، متقدم ورجعي، منفتح ومنغلق... يوجد من يستغل إمكاناته ويحدد هدفه ويعمل على تحقيق رؤيته. انتصار السعوديين على الأرجنتين وما تبعه من فوز اليابان على الألمان غيّرا معادلة الاستعلاء تغييراً جذرياً، وأعادا تعريف المنافسة بشكل أفضل وأوضح، من ينتصر في النهاية هو من يخطط منذ البداية.
الانتصار الذي حققته السعودية على الأرجنتين أكبر من كرة قدم، لقد كان أقرب إلى ما يمكن وصفه بـ«تسونامي سعودي إيجابي». لقد جاء الأمير محمد بن سلمان في وقت كان فيه النموذج الإيراني المتشدد هو المتسيد بالمنطقة، حتى إن العالم اعتاد عليه وتعايش معه. قدم ولي العهد السعودي رؤيته، ليس للمملكة فحسب؛ بل للمنطقة؛ نموذج هدفه التنمية والحضارة والتقدم والمنافسة. المفاجئ في القصة أن المشاريع التنموية تستغرق عقوداً لتتضح ملامحها، بينما في السعودية استغرق الأمر سنوات بعدد أصابع اليد الواحدة لتبهر العالم بنموذجها الجديد. فعلاً الانتصار السعودي في كرة القدم هو مثال حاضر لتفوق ونجاح الإصلاحات السعودية بأكملها؛ فهل من مشكك بعد الآن؟
النموذج السعودي أثبت عملياً قدرته على مواجهة المشاريع التخريبية والفاشلة بالمنطقة. الفكرة أن السعودية لديها الإمكانات؛ ليس فقط لتكون النموذج في المنطقة؛ بل أن تضع بصمتها على الخريطة الدولية دبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً، بل وحتى رياضياً، كما حدث في افتتاحية مشاركتها في كأس العالم، وهي بالمناسبة المرة الأولى التي تنتصر فيها السعودية بمباراتها الافتتاحية منذ أول مشاركة لها في مونديال كأس العالم في عام 1994 وعلى حساب من؟ أحد أبرز المرشحين للظفر باللقب.
ليس من المبالغة القول إن فوز السعودية على الأرجنتين هو انتصار على كل المشككين وعلى كل المثبطين وعلى كل المتربصين وعلى كل المقللين وعلى كل المتلونين. ذلك الانتصار التاريخي وحّد كامل الشعوب العربية والإسلامية في لحظة واحدة، وكأنها لحظة استفتاء جسّدت المكانة المتربعة والراسخة للسعودية في نفوس شعوب تلك الدول؛ تلك المكانة الكبيرة هي التي أخرجت المقيمين على أراضي المملكة بشكل عفوي للتعبير عن فرحتهم بهذا الإنجاز التاريخي وكأنه إنجازهم الشخصي.
ملاحم الفرح الشعبية التي أظهرتها الشعوب العربية والإسلامية تجاه المملكة العربية السعودية ستظل لعقود الرسالة الأهم والأقوى والأبرز والأكثر عفوية في تاريخ المنطقة بأكملها. رسالة ملؤها الاعتزاز والفخر، وبقدر ما تحمله من معان عظيمة في حب هذا البلد، بقدر ما تحمله من احتياج واضح لقيادات واعية وإصلاحية وقادرة على صنع التاريخ كما فعله ويفعله عراب الرؤية السعودية الأمير محمد بن سلمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعلت السعودية بالعالم ماذا فعلت السعودية بالعالم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon