توقيت القاهرة المحلي 07:54:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة قطرية وليست خليجية

  مصر اليوم -

الأزمة قطرية وليست خليجية

بقلم : سلمان الدوسري

بعد نحو 18 شهراً من المقاطعة الرباعية لقطر، ها هي الأزمة تغدو وكأنها أمر هامشي لا ذكر له، ربما تمر وكأنها سطر في الأخبار كل أسبوع، أو إجابة في مؤتمر صحافي هامشي لسؤال من مراسل صحافي أرسلته قطر خصيصاً لذلك، أو حتى محاولة مستميتة من حلفاء الدوحة في أنقرة وطهران لإحياء العظام وهي رميم، أما غير ذلك فلا أحد يذكر أن هناك أزمة، باستثناء النظام القطري الذي يعتبرها أزمته الوجودية، ومعه الحق في ذلك، حيث واصلت الدولة القطرية بأكملها، بحكومتها وأميرها ومؤسساتها، وريالها طبعاً، محاولتهم المستميتة لعدم دخول أزمتهم غياهب النسيان. طوال فترة العام ونصف العام تلك لا هم لهم إلا هذه الأزمة، ولا يشغلهم إلا الدوران حول الكرة الأرضية لاستجداء الدول، واليوم تلو الآخر تثبت النظرية التي تماشى معها العالم بأسره؛ أن هذه الأزمة قطرية بامتياز وليست خليجية كما تستميت قطر لترويجها، ومن الطبيعي أن من لديه أزمة يكون هو المعني بحلها وليس غيره.
ربما كل أولئك الذين توقعوا أن الأزمة طارئة أو مؤقتة أو مسألة أشهر، وأولهم القابعون في الدوحة، أعادوا حساباتهم وغيروا قناعاتهم، بأن المشكلة أكثر تعقيداً من إعادة المياه لمجاريها على طريقة عفا الله عما سلف. لم تعد هذه القاعدة ممكنة سياسياً في المرحلة الحالية، إما أن تتغير الاستراتيجية التي بني عليها نظام حمد بن خليفة، وإما أن الأزمة ستستمر طويلاً لأعوام طويلة ما زلنا في بداياتها. صحيح أن الضغوط أثمرت تغييراً طفيفاً وتنازلات قطرية في تعاطيها مع الجماعات الإرهابية، بعد أن أصبحت عيون الاستخبارات الغربية وأنظارها مسلطة على كل حركات النظام القطري وسكناته، إلا أن المشوار لا يزال طويلاً حتى تفي الدوحة بكل الالتزامات المفروضة عليها، وبالتالي فإن أي حلول لأزمة قطر لا تلوح في الأفق، حتى غدت كل المعركة القطرية محصورة في مفهوم أن الأزمة خليجية وليست قطرية، لإثبات أن هناك من يشاركها المعاناة وأنها ليست وحيدة في ذلك.
مع استمرار قطر في أزمتها الوجودية، ونسيان العالم لها وتعايشه مع وضعها بعد المقاطعة، فإن الاستراتيجية التي تعتمد عليها الدوحة غدت محصورة فقط في البحث عن أي قضايا داخلية في الدول الأربع لتضخيمها واستغلالها إعلامياً والإنفاق على جماعات الضغط لتحريكها، وهي تفعل ذلك وبقوة ولا تتوقف رغبة في إعطاء الانطباع للشارع القطري بأن هناك قضايا ضخمة في تلك الدول، وليس القطريون الوحيدين الذين يعانون من أزمة المقاطعة، ولذلك تعتقد الدوحة أن في إثارة أزمات جيرانها إعلامياً ما يضمن استمرار إعطاء الانطباع أن هناك أزمات أخرى شبيهة بأزمتها لدى الآخرين. بالطبع تغفل قطر أن كل دول العالم تمر بأزمات وتنتهي منها إلا أزمتها، فهي الوحيدة المستمرة والباقية والتي لم تتحرك ولو قليلاً. فعلاً كما قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية البحرين «إنها ليست أزمتنا، بل هي أزمة قطر. فلا حاجة لوسيط يحلها، بل الحاجة في قطر لرشيد من أهلها».
في الدول الأربع المقاطعة أصبحت الأزمة القطرية فعلاً من الماضي، تعايش الجميع معها، نسوا أن هناك دولة مقاطعة أصلاً، مشوا في طريقهم ولم يتلفتوا إلى الخلف. بالمقابل ماذا عن قطر؟! تدعي وتزعم وتغني بأن حالها أفضل بعد المقاطعة، وفي الوقت نفسه ترسل الوزراء وتستجدي الوسطاء وتفرح بمشاركتها في القمة الخليجية، لمجرد عدم إغفال أزمتها والقول: أنا هنا. هكذا هي قطر كما عرفناها دائماً تعيش وسط تناقضاتها، وهكذا نسي العالم أزمتها بينما تقبع وحيدة معزولة لا يتذكرها أحد.

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة قطرية وليست خليجية الأزمة قطرية وليست خليجية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon