توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر علاج العراق كي إيران

  مصر اليوم -

آخر علاج العراق كي إيران

بقلم: سلمان الدوسري

شكلت الحياة السياسية في العراق منذ تأسيسه في 1921 حالة مختلفة عن طبيعة الحكم في أي دولة عربية أخرى، فمن النظام الملكي الذي دشن عهده مع تأسيس البلاد، إلى النظام الجمهوري في عهد عبد الكريم قاسم، ثم وصول حزب البعث إلى السلطة في 1968 واستمراره حتى الغزو الأميركي عام 2003 وتغيير النظام السياسي، الذي سجل لحظة فارقة لدى الشعب العراقي الذي كان يأمل في حياة كريمة أفضل مما كان يعيشها خلال حكم النظام السابق، حيث بلغ العراقيون أخيراً النموذج الذي رأوه مناسباً للحكم في بلادهم، حتى إن كان شكلاً من أشكال الديمقراطية التوافقية التي تركز على التقسيمات الطائفية والقومية كأولوية، وبغض النظر عن رضى العراقيين لشكل نظامهم الحاكم من عدمه، وحتى لو رفع المتظاهرون في العراق مطالب إسقاط النظام، بل ولو افترضنا جدلاً سقوط النظام بأكمله، فلن يكون الحل أبداً في ذلك، فالمشكلة ليست في النظام القائم مهما بدت مساوئه، وإنما في التغلغل الإيراني الذي لن يعدم الحيلة لإعادة تصدير ثورته وممارسة تدخلاته مهما كان مستقبل النظام الذي يحكم العراق.
يمكن القول إن الإيرانيين حققوا المكاسب مرتين من سقوط نظام صدام حسين؛ فهم من جهة تخلصوا من منافس وعدو تاريخي لهم، ومن جهة أخرى استفادوا من القوى العراقية التي تسيطر على مفاصل الدولة وتغلغلها في الحكم وغدوا هم الرقم الصعب بينهم، ولذلك وكما حدث بالضبط في مظاهرات لبنان، اعتبرت إيران بأنها المستهدفة الأولى من المظاهرات التي تعم المناطق العراقية، أليس علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من قال إن متظاهري العراق هؤلاء هم الدواعش؟! ألم يصرح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، بأن الأعداء يحيكون مؤامرات في لبنان والعراق لركوب موجة الاحتجاجات، وهنا لنتذكر بأنه قبل نحو عام، هاجم المتظاهرون القنصلية الإيرانية في البصرة جنوب البلاد بالشعار الشهير «إيران برّه بره»، فلا يخفى على أحد أن النفوذ الإيراني انتشر في جميع الطبقات السياسية، حتى أن الشركات الإيرانية الكبرى التابعة لـ«الحرس الثوري» أصبحت جزءاً من النسيج الاقتصادي العراقي ومقدمة مصالحها على المصالح الوطنية العراقية، حيث تنمو التبادلات التجارية بين البلدين اللذين تجمعهما حدود مشتركة تبلغ 1400 كيلومتر، علما بأن العراق أكبر سوق لصادرات إيران غير النفطية، أليس ذلك كافياً بأن يظل بعبع الفساد حاضراً من البوابة الإيرانية إلى أبد الآبدين.
العراق منذ 2003 تغير فيه كل شيء؛ أحزاب تذهب وتأتي وحكومات تتعاقب وانتخابات تحضر ومطالبات بإنهاء الفساد، سوى أمر واحد كان عنصراً أساسياً وثابتاً، وهو التغلغل الإيراني الذي ثبت أنه الوحيد الذي يفترض أن يتغير في المعادلة، فمهما انقلب العراقيون على أوضاعهم البائسة، ومهما تغيرت الحكومة وأتت حكومة جديدة، كلها علاجات مسكّنة لا طائل منها. العلاج الحقيقي يكمن في كي التدخلات الإيرانية وقطع دابرها، وبغير ذلك ستزيد الخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين العراقيين، وستقمع المظاهرات تلو المظاهرات.
فعلاً كما قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي إن نفوذ نظام الملالي أخطر من القنبلة الذرية مئات المرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر علاج العراق كي إيران آخر علاج العراق كي إيران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon