توقيت القاهرة المحلي 07:41:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر علاج العراق كي إيران

  مصر اليوم -

آخر علاج العراق كي إيران

بقلم: سلمان الدوسري

شكلت الحياة السياسية في العراق منذ تأسيسه في 1921 حالة مختلفة عن طبيعة الحكم في أي دولة عربية أخرى، فمن النظام الملكي الذي دشن عهده مع تأسيس البلاد، إلى النظام الجمهوري في عهد عبد الكريم قاسم، ثم وصول حزب البعث إلى السلطة في 1968 واستمراره حتى الغزو الأميركي عام 2003 وتغيير النظام السياسي، الذي سجل لحظة فارقة لدى الشعب العراقي الذي كان يأمل في حياة كريمة أفضل مما كان يعيشها خلال حكم النظام السابق، حيث بلغ العراقيون أخيراً النموذج الذي رأوه مناسباً للحكم في بلادهم، حتى إن كان شكلاً من أشكال الديمقراطية التوافقية التي تركز على التقسيمات الطائفية والقومية كأولوية، وبغض النظر عن رضى العراقيين لشكل نظامهم الحاكم من عدمه، وحتى لو رفع المتظاهرون في العراق مطالب إسقاط النظام، بل ولو افترضنا جدلاً سقوط النظام بأكمله، فلن يكون الحل أبداً في ذلك، فالمشكلة ليست في النظام القائم مهما بدت مساوئه، وإنما في التغلغل الإيراني الذي لن يعدم الحيلة لإعادة تصدير ثورته وممارسة تدخلاته مهما كان مستقبل النظام الذي يحكم العراق.
يمكن القول إن الإيرانيين حققوا المكاسب مرتين من سقوط نظام صدام حسين؛ فهم من جهة تخلصوا من منافس وعدو تاريخي لهم، ومن جهة أخرى استفادوا من القوى العراقية التي تسيطر على مفاصل الدولة وتغلغلها في الحكم وغدوا هم الرقم الصعب بينهم، ولذلك وكما حدث بالضبط في مظاهرات لبنان، اعتبرت إيران بأنها المستهدفة الأولى من المظاهرات التي تعم المناطق العراقية، أليس علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من قال إن متظاهري العراق هؤلاء هم الدواعش؟! ألم يصرح رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، بأن الأعداء يحيكون مؤامرات في لبنان والعراق لركوب موجة الاحتجاجات، وهنا لنتذكر بأنه قبل نحو عام، هاجم المتظاهرون القنصلية الإيرانية في البصرة جنوب البلاد بالشعار الشهير «إيران برّه بره»، فلا يخفى على أحد أن النفوذ الإيراني انتشر في جميع الطبقات السياسية، حتى أن الشركات الإيرانية الكبرى التابعة لـ«الحرس الثوري» أصبحت جزءاً من النسيج الاقتصادي العراقي ومقدمة مصالحها على المصالح الوطنية العراقية، حيث تنمو التبادلات التجارية بين البلدين اللذين تجمعهما حدود مشتركة تبلغ 1400 كيلومتر، علما بأن العراق أكبر سوق لصادرات إيران غير النفطية، أليس ذلك كافياً بأن يظل بعبع الفساد حاضراً من البوابة الإيرانية إلى أبد الآبدين.
العراق منذ 2003 تغير فيه كل شيء؛ أحزاب تذهب وتأتي وحكومات تتعاقب وانتخابات تحضر ومطالبات بإنهاء الفساد، سوى أمر واحد كان عنصراً أساسياً وثابتاً، وهو التغلغل الإيراني الذي ثبت أنه الوحيد الذي يفترض أن يتغير في المعادلة، فمهما انقلب العراقيون على أوضاعهم البائسة، ومهما تغيرت الحكومة وأتت حكومة جديدة، كلها علاجات مسكّنة لا طائل منها. العلاج الحقيقي يكمن في كي التدخلات الإيرانية وقطع دابرها، وبغير ذلك ستزيد الخسائر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين العراقيين، وستقمع المظاهرات تلو المظاهرات.
فعلاً كما قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي إن نفوذ نظام الملالي أخطر من القنبلة الذرية مئات المرات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر علاج العراق كي إيران آخر علاج العراق كي إيران



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon