توقيت القاهرة المحلي 07:48:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب ميونيخ لا يحل أزمة قطر

  مصر اليوم -

خطاب ميونيخ لا يحل أزمة قطر

بقلم - سلمان الدوسري

من ميونيخ هذه المرة ألقى أمير قطر خطاباً هو الرابع منذ بداية أزمة بلاده ومقاطعتها من قبل الدول الأربع. لم يتغير مضمون الخطاب عما سبقه؛ جميعها تدور في فلك المظلومية والاستمرار في مساعي تدويل الأزمة حتى مع نفض القوى الكبرى يدها تماماً. سعى الشيخ تميم لاستعطاف الحاضرين بأن بلاده «صغيرة»، وتواجه جيرانها «الطامعين»، واصفاً الأزمة بأنها «عديمة الجدوى افتعلت من قبل جيراننا»، لكنه لم يوضح لمن خاطبهم، ما دامت أنها أزمة عديمة الجدوى، وما دامت أن بلاده «باتت أكثر قوة من الماضي»، فلماذا هذه الخطابات المتتالية في كل محفل دولي، والإصرار على تبرير موقف قطر مرة تلو الأخرى، بينما لم يظهر أحد من قادة الدول الأربع، مثلاً، ولو مرة واحدة ليتكبد عناء الحديث في مؤتمر دولي أو غيره عن الأزمة ذاتها. وإذا كانت قطر فعلاً، كما يقول أميرها «باتت أقوى» وإن «الحصار فاشل»، فلمَ لا يفعل كما فعلت الدول الأربع، يرمي الأزمة وراء ظهره، ويتفرغ لإدارة شؤون دولته. الحقيقة المرة التي يعرفها العالم ولا تريد قطر الاعتراف بها، أن كل القضايا في الدوحة أصبحت لا معنى لها ولا أهمية، والقضية الوحيدة المؤرقة ذات الأولوية القصوى هي مقاطعتها من قبل جيرانها.

ربما اللافت في خطاب أمير قطر هو تبنيه المطالب الإيرانية بإنشاء منظومة إقليمية أمنية، عندما دعا إلى البدء «باتفاقية أمنية إقليمية تجعل الاضطرابات في المنطقة شيئاً من الماضي»، وإذا كانت الدعوات الإيرانية المتكررة لهذه المنظومة مفهومة باعتبار أنها تريد أداة تساعدها على مواصلة استراتيجيتها في التدخل بشؤون دول المنطقة، فإن الحديث من قبل الشيخ تميم نيابة عن النظام الإيراني، يثبت الاتهامات التي ساقتها الدول الأربع عن العلاقة المريبة بين طهران والدوحة، فليس لقطر أي مصلحة من قبل هذه المنظومة غير القابلة للتطبيق، ومصلحة الدوحة الوحيدة هي تحقيق رغبة إيرانية لا أكثر، ومع هذا يعود الشيخ تميم للقول إن بلاده «حافظت على سيادتها»، وهو ما يثير العجب في كيفية أن تكون ذات سيادة في الوقت الذي تسمح فيه لإيران باستغلالك بصفتك حاكماً في تمرير أجندتها، مع الإشارة إلى أنه عندما لفت إلى أن «السياسات المتهورة لبعض دول الخليج قوضت أمن المنطقة»، فهو يعني جيرانه ولا يقصد إيران إطلاقاً. من يتخيل أن يأتي اليوم الذي يصطف فيه أمير قطر مع إيران ويتحدث بصفته وكيلاً عنها، ولا يرى سياساتها متهورة، فيما مستشار الأمن القومي الأميركي يقول أمس إن إيران «تؤجج النزاعات المدمرة، ويجب وقف أنشطتها التي تزعزع استقرار المنطقة».
انتهى خطاب أمير قطر كما بدأ. لم يبق منه شيء. ذهب مع الريح كما خطاباته السابقة، وكما دبلوماسية بلاده طوال ثمانية أشهر من الأزمة، وبدلاً من المحاولات الحثيثة للذهاب بعيداً عن أصل الأزمة، وبدلاً من السفر إلى نيويورك وميونيخ وماليزيا وباريس وغيرها، ليت الشيخ تميم يشرح للعالم لماذا لم ينفذ ما تعهد به في جميع البنود التي طالبته بها دول الخليج بهدف تأسيس مرحلة جديدة من العلاقات الأخوية في اتفاق الرياض 2013 - 2014، عندما وقع بخط يده على بند يمنح دول الخليج الحرية في اتخاذ إجراءات ضد بلاده في حال عدم التزامها، كما وقع وتعهد بوقف دعم تنظيم الإخوان المسلمين، وطرد العناصر التابعة له من غير المواطنين من قطر، وعدم إيواء عناصر من دول مجلس التعاون الخليجي، وعدم تقديم الدعم إلى أي تنظيم أو فئة في اليمن يخرب العلاقات الداخلية أو العلاقات مع الدول المحيطة، وكذلك الالتزام بالتوجه السياسي الخارجي العام الذي تتفق عليه دول الخليج، وإغلاق المؤسسات التي تدرب مواطنين خليجيين على تخريب دولهم.
يا ترى هل يستطيع أمير قطر تبرير نكوثه عن تعهداته تلك التي هي داء الأزمة ودواؤها، والحديث عنها ولو مرة واحدة فقط؟!

نقلا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب ميونيخ لا يحل أزمة قطر خطاب ميونيخ لا يحل أزمة قطر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon