توقيت القاهرة المحلي 21:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحرين... 7 أعوام على فبراير الأسود

  مصر اليوم -

البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود

بقلم - سلمان الدوسري

في الخامس من مارس (آذار) 2011 كنت انتهيت للتو من لقاء صحافي مع زعيم المعارضة الشيعية البحرينية علي سلمان، وفي طريقي للقاء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد البحريني للقاء صحافي آخر. شوارع العاصمة المنامة على غير عادتها تخلو من السيارات والمارة. ليست البحرين التي نعرفها. الاحتقان بلغ أشده. والطائفية في أقصى مستوياتها في بلد عرف بتسامحه. المعارضة المتطرفة نظمت يومها سلسلة بشرية بنكهة طائفية، تبدأ من ميدان مجلس التعاون (اللؤلوة)، حيث مقر تجمع الميليشيات المطالبة بإسقاط النظام، باتجاه جامع الفاتح أكبر مساجد البحرين. استفزاز للشارع البحريني ما بعده استفزاز. في لقائي معه في مقر جمعية الوفاق تحدث علي سلمان بلغة المنتصر الواثق من السقوط المنتظر، بينما قال سلمان بن حمد: «ستبقى بلادنا لكل البحرينيين، سنتهم وشيعتهم، أزمة قاسية لكنها ستمر، لن نسمح بأن تتغلغل الطائفية بيننا». بعد سبع سنوات من فبراير البحرين الأسود، ها هي مملكة ديلمون فعلاً تمر من أزمتها القاسية والمروعة بسلام، بتكاتف أبنائها المخلصين، أما من راهن على سقوطها من متطرفي الداخل، وعملاء الخارج، وداعمي الفوضى، مثل إيران وقطر، فها هم ينكشفون ويسقطون واحداً تلو الآخر.

بدأت البحرين ربيعها الخاص قبل الربيع العربي المزعوم بعشر سنوات، في 2001 أطلق الملك حمد بن عيسى آل خليفة مشروعه الإصلاحي، وتضمنت «فلسفة الإصلاح» أهم مبادئ وأسس وغايات المشروع، التي تتناول المقدمات الأساسية للمجتمع البحريني، وأهداف الحكم وأساسه، والحريات والحقوق الأساسية للمواطن. أصدر ملك البحرين في فبراير 2011 مرسوماً بإلغاء قانون ومحكمة أمن الدولة، ثم أعقب ذلك بالسماح بعودة جميع المنفيين إلى البلاد من دون قيد أو شرط، للمشاركة الفعلية في إقامة دولة المؤسسات والقانون والعدل والمساواة، وتم توزير من كان ضمن قادتهم في الخارج، ومنحهم حرية إنشاء صحف، كما تم الإفراج عن جميع المعتقلين من سجناء الرأي، حتى أصبحت سجون البحرين خالية من أي معتقل سياسي، وجرى تنظيم السلطة التشريعية وفق نظام المجلسين، وهما المجلس النيابي ومجلس الشورى؛ الأول يتم انتخابه انتخاباً حراً مباشراً، والآخر معين يضم رموزاً وشخصيات تمثل الخبرة والتخصص النوعي، بما يسهم في تطوير الأداء التشريعي والرقابي للمجلس الوطني، الذي يضم كلاً من مجلس النواب ومجلس الشورى. ليس من المبالغة القول إن السنوات الأربع الأولى من إنشاء الجمعيات السياسية البحرينية والمتزامنة مع أول فصل تشريعي للبرلمان الجديد 2002 - 2006، كانت الفترة الذهبية للمعارضة عندما سمح بتأسيس جمعيات سياسية كصيغة بديلة عن الأحزاب، وهي خطوة غير مسبوقة في المنطقة، وربما تناسب التجربة البحرينية. واستمر تطوير التجربة لعقد كامل من خلال تصويب الأخطاء التي يمر بها المشروع الإصلاحي، والتي كانت المعارضة جزءاً أساسياً من عملية الإصلاح بأكملها، مما أفضى إلى تنازل الحكومة عن كثير من صلاحياتها لصالح السلطة التشريعية، ثم وقعت الكارثة المزلزلة عندما تحالفت المعارضة الشيعية مع ميليشيات متطرفة استغلت ما حدث في دول أخرى أسقطت فيها الأنظمة، إبان «الربيع العربي»، للعمل على إسقاط النظام الملكي، فكانت الضربة القاصمة للمعارضة التي بددت كل مكاسبها في عشر سنوات، فخسرت كل ما شاركتها به الدولة ومنحتها إياه، وثبت لها وللعالم أن مساعي التغيير من الخارج تكلفته هائلة ونتيجته خاسرة.

ما حدث في البحرين في أعقاب أحداث فبراير 2011 لم يكن أزمة سياسية كما يبدو للمطلع من الخارج، بل تسببت المعارضة المتطرفة بأزمة طائفية وأمنية وأيضاً إرهابية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تعيش تلك المعارضة أزمة حقيقية مستمرة.
البحرين، بعد أن تخلصت من آثار كارثة فبراير الأسود، بحاجة إلى معارضة وطنية مخلصة، لديها الإرادة الحقيقية لنفض غبار تراكماتها، تتجاوب مع سلسلة المبادرات الإصلاحية التي انطلقت في مطلع الألفية الجديدة، والساعية لإيجاد حلول وطنية واقعية وموضوعية، بتكاتف أبنائها بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم وأديانهم ومذاهبهم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود البحرين 7 أعوام على فبراير الأسود



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon