توقيت القاهرة المحلي 08:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنيف تشهد على عزلة قطر

  مصر اليوم -

جنيف تشهد على عزلة قطر

بقلم - سلمان الدوسري

كان المشهد صادماً، لكنه يعبر عن الواقع، لولوة الخاطر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية تتحدث للحضور على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلا أن السيدة الخاطر تكبّدت عناء الحديث لسبع وأربعين دقيقة كاملة عن أزمة بلادها مع الدول المقاطعة، في قاعة يفترض أن الحضور فيها بالعشرات، غير أنها كانت شبه فارغة إلا من أشخاص عددهم أقل من أصابع اليد الواحدة، في مشهد بائس ويشرح حالة العجز الذي تعيشه الدبلوماسية القطرية في معالجة أزمتها، وكيفية تفاعل دول العالم مع ما تعتبره الدوحة قضيتها الأولى والأساسية، وهي محقّة في ذلك، بينما كل الدول الأخرى، حتى أقرب حلفائها مثل تركيا وإيران، ترى أنها أصبحت مع مرور الوقت قضية هامشية لا تهتم بها وليست مستعدة لأن تضعها حتى في أدنى درجات الأهمية، خصوصاً أن خريطة الحل التي تريدها الدوحة مستحيلة وغير قابلة للتحقق، فهل بعد هذا كله ستترك تلك الدول قضايا كبرى بالمنطقة مثل الحرب في سوريا أو الاقتتال في ليبيا أو تدخلات إيران في الإقليم، لتتفرغ للاهتمام بقضية هامشية ليست ذات تأثير عليهم؟!

الاستراتيجية القطرية تركز في مساعيها لإبقاء أزمتها طافية على السطح، في التقاط تصريحات غربية دبلوماسية روتينية والبناء عليها واعتبارها حبل النجاة، ثم يثبت أن تلك التصريحات ليست إلا مجرد ذر الرماد على العيون، ولم تتقدم معها الدوحة خطوة واحدة لفك مقاطعتها، ثم تلتقط تصريحات جديدة وتبني عليها مواقفها من جديد، وهكذا تستمر في دورانها في حلقة مفرغة، ثم لا تلبث أن تعود لمكانها الأول، تسعة أشهر وهي على هذه الحال من الدوران، ولعل آخر ما فرحت به الدوحة كثيراً وتراقصت له ما تناقلته وسائل إعلام أميركية قبل أيام من أن الرئيس ترمب سيستضيف سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع كبار قادة السعودية وقطر والإمارات، في مسعى لوضع حد للأزمة القطرية، وأن الهدف من تلك الاجتماعات هو «التوصل إلى اتفاق سلام خلال قمة في واشنطن أو في كامب ديفيد أواخر فصل الربيع»، طارت الدوحة بهذا الخبر ظناً أن أزمتها ستحل من البوابة الأميركية، ودون الالتزام بالشروط التي تتمسك بها الدول المقاطعة، ثم سرعان ما صُدمت قطر مرة أخرى، وما أكثر صدماتها، عندما أكدت وكالة «أسوشييتد برس» أن الإدارة الأميركية لا ترغب في عقد القمة المتوقعة في مايو (أيار) بمشاركة الدول الخليجية الست في المنتجع الرئاسي الأميركي، ما لم تحل الدول خلافاتها بنفسها قبل انعقاد القمة، بعبارة أخرى الحل لن يكون عبر واشنطن كما تمني الدوحة نفسها، وأن عليها حل أزمتها بنفسها مع جيرانها، وهو آخر ما تتمنى أن تستمع له من قبل الإدارة الأميركية.
خططت قطر لاجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف طويلاً، واستعدت له جيداً، وجهّزت لمعركتها فيه بأسلحة ظنت أنها فعالة، وحشدت أجهزتها الرسمية وغير الرسمية، واعتقدت أنها ستوجه من خلاله ضربة قاصمة للدول الأربع المقاطعة، وكالعادة تحول وبالاً عليها وكشف مدى عزلتها التي أضحت واقعاً مراً تراه كل دول العالم إلى الدولة المعزولة نفسها، تظن أنه بمجرد ترويج فرقعات إعلامية يمكن لها أن تسجل حضوراً دولياً يلغي عزلتها. وكما لم تنفعها الصفقات العسكرية المليارية، ولم تنفعها الزيارات الماراثونية، أيضاً لن تنفعها الخطب الرنانة، بعد أن صارت مملة ومكررة بالشكل الذي تشابه فيه حضور قطر مع أصغر دول أفريقيا في المحافل الدولية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنيف تشهد على عزلة قطر جنيف تشهد على عزلة قطر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon