توقيت القاهرة المحلي 08:05:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر... عام من العزلة

  مصر اليوم -

قطر عام من العزلة

بقلم - سلمان الدوسري

أكملت قطر أمس عامها الأول منذ قطع 4 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية معها في الخامس من شهر يونيو (حزيران) من العام الماضي، إثر تقديم الدوحة دعماً للتنظيمات الإرهابية، وتقارب علاقاتها مع إيران بشكل مضر لجيرانها، والتدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية بشكل يمس أمنها القومي. عام كامل من القطيعة بينما المحاولات والمساعي القطرية لم تتوقف طوال 365 يوماً لإعادة شيء من المياه لمجاريها. جربت خلالها الدوحة كل شيء، فوق الطاولة وتحت الطاولة، بطرق مشروعة وغير مشروعة. سعت لاختراق دبلوماسي بين الدول الأربع. حاولت استخدام المال لإيجاد ضغط غربي. باعت واشترت في ذمم كثيرين داخل حدودها وخارجها لاختلاق الأكاذيب والإشاعات. واليوم ونحن في الخامس من يونيو 2018 لم يتغير شيء ولا تزال قطر في المربع الأول نفسه، كل ما حدث أنها غزلت بيديها عاماً من العزلة، ولا أحد يمكنه أن يتنبأ متى تنتهي أزمتها، فقد يأتي العام القادم أو الذي بعده والعزلة باقية وقطر في المربع ذاته.
هل هناك بوادر للحل؟! لا شك أن السياسة علمتنا أن المفاجآت واردة ولا يوجد ما يمكن الجزم به، إلا أني لا أرى أي بوادر إطلاقاً لتسوية ممكنة، ولا أظن أن عاماً آخر، على الأقل، سيشهد أي أفق للأزمة القطرية، وهذا ليس تشاؤماً أو ضرباً في الودع، فالدبلوماسية القطرية مكشوفة ولا تستحق الكثير من الجهد والتحليل. لنرى ما الذي فعلته الدوحة لمواجهة أزمتها: استخدمت المال أولاً والمال ثانياً والمال ثالثاً، وهذا أفضل ما تبرع به، معتقدة أن الثروة وحدها يمكن أن تنهي عزلتها أو تخفف من وطأة معاناتها. فمثلاً اشترت الدوحة حياد باريس بعد توقيعها عقوداً بقيمة 14 مليار دولار في نهاية عام 2017 مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبعد ذلك لم يعد ماكرون ينتقد الدوحة عن دعمها للإرهاب كما فعل خلال حملته الانتخابية. ماذا عن الولايات المتحدة؟! أبرمت الدوحة صفقات للحصول على الطائرات المقاتلة من طراز F - 15 بقيمة 12 مليار دولار. أما في بريطانيا فتضمنت عربة التسوق طائرات تايفون مقابل 6 مليارات دولار، ومن البازار الإيطالي أبرمت صفقة لشراء 7 سفن حربية بقيمة 6 مليارات دولار، وفي الطريق صفقة أخرى وقعتها الدوحة مع ألمانيا لشراء 62 دبابة من طراز «ليوبارد 2» بقيمة ملياري يورو، ناهيك عن مفاوضات لشراء صواريخ إس 400 الروسية، ويبدو لافتاً ما قاله الخبير العسكري الروسي فيكتور مورتاخوفسكي، إنه نظراً لصغر حجم الجيش القطري فإن أي صفقات شراء الأسلحة لن يكون لها طابع عملي بل سياسي «لأن هذه الدولة الغنية يمكنها أن تشتري منظومة صواريخ (إس 400) فقط لاعتبارات تحسين العلاقات مع روسيا»، وهنا لا بد من القول صحيح إن قطر بعد دفعها في عام نحو 40 مليار دولار في صفقات عسكرية ضخمة أصبحت بالأرقام أكثر تسلحاً، لكن عملياً غدت أضعف بكثير مما كانت عليه قبل الخامس من يونيو 2017 عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً، وفي وضع لا تحسد عليه حتى وهي تراكم صفقات الأسلحة بشكل جنوني، والأهم من هذا كله أن لا أحد يدري ما إذا كانت كل هذه الأسلحة والصواريخ والطائرات التي تجمعها الدوحة بشراهة ستجد مساحة لنشرها على أراضيها أم لا!
بعد عام من عزلتها من حق قطر أن يخرج وزير دفاعها ليقول إن بلاده لن تفتح قاعدتها لضربة أميركية محتملة ضد إيران، ومن حق العالم أن يضحك كثيراً، لأن الجميع يعلم أنه إذا قررت واشنطن ذلك فلن تستأذن الدولة «صاحبة السيادة». من حق قطر بمناسبة مرور عام على أزمتها أن تعلن عن حظر استيراد كل المنتجات المصنعة في الدول الأربع من أجل «حماية سلامة المستهلكين»، كما من حقها أيضاً استيراد منتجاتها الغذائية من بلدان أخرى كتركيا والمغرب وإيران وغيرها حتى وإن كانت تدعي أنها «محاصرة»، وفي الوقت نفسه من حق الدول الأربع أن تمارس سيادتها باستمرار موقفها الحازم تجاه الدولة التي تراها مارقة ولو استمرت المقاطعة عشر سنوات قادمة. يحق لقطر أشياء كثيرة أن تفعلها وتمارسها وتقولها، إلا أن مشكلتها الكبرى أنه ليس من بين ما تستطيع قوله أو فعله أو ممارسته قرار فك عزلتها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر عام من العزلة قطر عام من العزلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon