توقيت القاهرة المحلي 13:33:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية كما نريدها... لا كما يريدونها

  مصر اليوم -

السعودية كما نريدها لا كما يريدونها

بقلم: سلمان الدوسري

أي ممارسٍ للصحافة؛ سواءً أكان صحافياً أو كاتب رأي؛ يُدرك جيداً أن السعودية (بكل ملفاتها وقضاياها) تُعد مادة دسمة للتناول، والطريق الأسرع لإشهار الصحيفة والذات الشخصية، ويتعاظم هذا الأمر لدى المنتمين للصحافة في الغرب الذين يهتم الكثير منهم بشكل متزايد بالإثارة على حساب الموضوعية والمصداقية. هذا لا يعني عدم وجود نقد موضوعي أحياناً، أو مناقشة متوازنة للقضايا أحياناً أخرى، لكنّ المجمل يبحث عن الإثارة، ولفت الانتباه، والمناكفة، لكون الرياض لاعباً مهماً على مختلف الصعد، اقتصادياً وسياسياً على وجه الخصوص، كما أن الأخبار القادمة من المملكة (تبيع) بشكل كبير في وسائل الإعلام تلك.

ولفهم القصة بشكل أفضل، دعونا نبدأ من هذا التناقض: قبل «رؤية المملكة 2030» كثيرون يقولون إن السعودية محافظة أكثر مما يجب، ويتهمونها أحياناً بالتخلف والرجعية، وأحياناً أخرى بدعم التشدد والجماعات المتطرفة، ويطالبون بالانفتاح والتغيير والتطوير... لاحقاً، جاءت الرؤية بأفكار أكبر مما زعموا، مستجيبةً للسياقات والتحولات الزمانية ورغبة المجتمع السعودي أولاً، لا لمطالبهم، وتجاوزت أفكار الصحف والصحافيين بل حتى الحكومات والمنظمات والسياسيين، وفاجأت العالم بقدرتها الكبيرة على التغير والتطور والتبدل والتحول، والريادة في عدد من المجالات والحقول الجديدة وغير المستغلة، وقيادة الكثير من الملفات العالمية والإقليمية. بعدها عادوا يطالبون بأشياء أخرى، وأغفلوا التغييرات الهائلة التي جرت والتي يمكن القول إنه من المستحيل نجاحها في مكان آخر شبيه بالظروف السعودية، بل وصلوا في مهاجمتهم لما يحدث من تغيير وتطوير، إلى ترويج حجج واهية، أقل من أن تورد لسخافتها.
هم في الحقيقة يثبتون مرة تلو أخرى أنهم ضد السعودية، لا ضد الكيفية أو الطريقة، ولن يقروا أو يستجيبوا، حتى لو كانوا يشرفون على العمل بأنفسهم!
وأفضل ما يشرح التناقض أعلاه، ما قاله الكاتب جوناثان جورنال: «إن المملكة العربية السعودية في خضم تغيير بالغ الأهمية. هذا هو، بطبيعة الحال، بالضبط ما يدّعي المنتقدون المُعتادون بأنفسهم والمتحمسون أنهم يطالبون به، ولكن، من المفارقات، لا يمكنهم حمل أنفسهم على الإشادة حتى عندما يحدث ذلك».
المميز فيما يجري أن الاستجابة في المملكة تأتي دائماً وفقاً للاحتياج وما تراه مناسباً لشعبها ومصالحها. لطالما رفضت السعودية الإملاءات الخارجية، ولم تستجب يوماً لأي ضغوط أو ابتزازات مهما بلغت قوتها، واضعة سيادتها في قمة أولوياتها، وهو ما نراه واضحاً من خلال الخط السعودي الخاص في التعاطي مع كل الملفات، الداخلية منها والخارجية.
المشكلة الأهم، من وجهة نظري، التي تواجه هذا النوع من المطالبين، عدم إدراكهم للمجتمع السعودي، وثقافته؛ بل إن بعضهم لم يزر الشرق الأوسط على الإطلاق. من المُعقّد أن تطالب بتغيير أي مجتمع من دون فهم ماهيته، واختلاف التركيبة والعادات والتقاليد والدين، ونظام الحكم، واحتياج الشعب، وكل هذه المعطيات غير منظورة.
وكما يقول جورنال: «إن الكثير من المطالب الموجَّهة إلى المملكة تنمّ عن جهل شديد بذلك التاريخ، والثقافة الإسلامية التي تشكّل الأساس الذي تقوم عليه الدولة».
أخيراً، يجب أن نعرف جيداً أن الهجمات التي تواجهها السعودية (إعلامية كانت أم رقمية أم سيبرانية... وغيرها) لن تتوقف، مهما تم وسيتم، وفي الوقت نفسه، يجب ألا نتوقف لنرد ونبرر ونشرح؛ فالمنجز اليومي أسرع من مزاعمهم، والأرقام هي المرجع للتغيير، والدعم الشعبي الكبير للسعودية الجديدة هو الأساس الذي تنطلق منه الأفكار، والرغبات الكبيرة للتميز، والتحليق عالياً... حتى عنان السماء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية كما نريدها لا كما يريدونها السعودية كما نريدها لا كما يريدونها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 13:18 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon