توقيت القاهرة المحلي 08:03:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب

  مصر اليوم -

22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب

بقلم - سلمان الدوسري

قبل اثنين وعشرين عاماً رفع العلم الإسرائيلي في سماء العاصمة القطرية، والأسبوع الماضي سمحت قطر لإسرائيل بالمشاركة في بطولة العالم للكرة المدرسية، التي انطلقت الخميس بفريق للفتيان وآخر للفتيات، وفي السياق نفسه، أتى تصريح السفير القطري محمد العمادي لوكالة «رويترز» قبل أيام ليشرح كيف تدار علاقات بلاده مع تل أبيب، عندما قال إنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014 «وكانت الزيارات سرية في السابق، لكنها لم تعد على هذا النحو الآن»، حيث لم تكن العلاقات بين البلدين سراً، وإنما تخفيها وتظهرها الدوحة بحسب مصالحها مع الغرب، والولايات المتحدة تحديداً.

يمكن القول إنه خلال أكثر من عقدين من الزمن فعلت الدوحة كل الموبقات الدبلوماسية في علاقاتها المريبة مع إسرائيل، ليس في تفردها في القرار منتصف التسعينات، وليس في مساعيها لأن تكون هي الوسيلة الإسرائيلية لاختراق الجسد الخليجي، لكن الدراما القطرية تمثلت فيما هو أسوأ من العلاقات نفسها، بالتحريض وإطلاق الشائعات والأكاذيب على جيرانها واتهامهم زوراً بالتطبيع، فقط لتغطية علاقاتها الرسمية التي تجاوزت حتى الدول التي لديها سفارات إسرائيلية وحدود مشتركة، مثل مصر والأردن، فلم يزر رئيس وزراء إسرائيل أسواقاً شعبية في هاتين الدولتين، ولم يختلط بشبابهم وفتياتهم، بافتخار قطري تجاوز كل الأعراف والتقاليد، ولم يجبر طلاب وطالبات المدارس للعب مع نظرائهم الإسرائيليين.
بدأت الدوحة علاقاتها مع تل أبيب بعد مؤتمر مدريد، حيث كان أول لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها شيمعون بيريز بعد زيارته الرسمية لقطر عام 1996، ورفرف العلم الإسرائيلي للمرة الأولى على ضفاف الخليج العربي بعيد فتح المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وكذلك توقيع اتفاقيات بيع الغاز القطري لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب، بالطبع في ظل هذه الحميمية لا بدّ من السؤال: كيف تدعم قطر حماس وتلعب دوراً مهماً في انقلاب الحركة على شرعية السلطة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه تعدّ الدوحة أكبر شريك اقتصادي وعسكري في المنطقة مع إسرائيل (ارتفع حجم التبادل التجاري بين تل أبيب والدوحة إلى 7 مليارات دولار في 2015)، والإجابة هنا ليست معقدة، فأكثر ما برعت فيه السياسة القطرية هو قدرتها على اللعب على حبال التناقضات، مع عدم إغفال أن قطر استغلت غزة، كما حليفتها تركيا، لتبرير علاقاتها مع إسرائيل، العهر السياسي الذي تمارسه الدوحة يتضح عبر توثيق علاقتها مع إسرائيل من جهة، بينما تطلق الشائعات ضد السعودية والإمارات والبحرين عبر شبكتها الإعلامية المتخصصة في اختلاق تقارير مكذوبة من جهة أخرى، المضحك أنه لم تصدق قصة واحدة من كل ما أطلقته الشبكة الإعلامية القطرية، فكل العالم يكشف زيف العداء القطري لإسرائيل، إلا النظام القطري وحده الذي يظن أنه أجاد خداع الرأي العام خارج بلاده.
ليست القصة أن تكون هناك علاقات لقطر مع إسرائيل، فقد فعلتها دولة خليجية أخرى هي عمان بافتتاح مكتب تجاري في 1996 قبل أن تغلقه في عام 2000، ومع هذا لم تثر كل هذا الغبار الذي تثيره الدوحة بأقدامها المتعثرة في علاقتها المريبة، الفرق أن السلطنة لم تفعل فعلاً وتتبرأ منه وتتهم غيرها زوراً وبهتاناً به، بل اتخذت قرارها وفق مصالحها ولو أغضب الآخرين، لم تراوغ ولم تتلون ولم تنافق، بالمقابل الدوحة تخدع نفسها وشعبها بتمثيلها دور البطولة، وفوق هذا تختلق الأكاذيب ضد جيرانها لتثبت أن الجميع مثلها، وتتوهم أنها استطاعت إقناع الرأي العام العربي بأنها دولة مقاومة وعدوة لإسرائيل، من يدري ربما التعريف القطري للمقاومة أن يزور سفيرها إسرائيل 20 مرة سراً خلال أربع سنوات، وتستضيف طلاباً وطالبات إسرائيليين ليشاركوا زملاءهم القطريين!


نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب 22 عاماً من علاقات الدوحة وتل أبيب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon