توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الحياة... بقاء «كورونا»

  مصر اليوم -

عودة الحياة بقاء «كورونا»

بقلم: سلمان الدوسري

اليوم الأحد عادت الحياة إلى طبيعتها في السعودية، بعد نحو ثلاثة أشهر من بدء منع التجول، كما عادت الحياة إلى غالبية دول العالم، إثر أسوأ أزمة صحية واجتماعية واقتصادية يعيشها العالم في العصر الحديث. تعود الأعمال والأنشطة التجارية والرياضية وفق بروتوكولات صحية قوية. ومع استمرار غول «كورونا» من دون تراجع؛ بل إن انتشار الجائحة اليوم أضحى أكثر مما كان عليه طوال الفترة السابقة، فإن العالم اليوم مضطر لإيجاد معادلة مختلفة وعملية للتعامل والتعايش مع «كورونا»، وفق مبدأ «بيدي لا بيد عمرو»، بعد أن بلغ عدد المصابين بالفيروس أكثر من 8.67 مليون شخص على مستوى العالم، توفي منهم نحو 460 ألف شخص، بينما التقديرات تشير إلى أن عدد المصابين الفعليين حول العالم يبلغ مئات الملايين، على اعتبار استحالة فحص جميع سكان العالم، مهما تقدمت التقنيات الصحية.
يمكن القول إن الفترة الحرجة الماضية منذ بدء انتشار «كوفيد- 19» مطلع العام الجاري، كانت أشبه بعملية شراء الوقت للحكومات. فأمام هذه الفاجعة كان الخطر الأكبر هو انهيار الأنظمة الصحية، وعدم السيطرة على الحالات العلاجية التي تتوافد على المستشفيات والمراكز الصحية، وكذلك خطر ارتفاع الحالات الحرجة التي لا يمكن لغرف العناية المركزة استيعابها، وهو ما حدث في دول مثل إيطاليا والبرازيل وغيرها. وخلال الأشهر الستة التي مضت قامت الدول بتقوية أنظمتها الصحية، وإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع المصابين الذين ينتشرون بشكل سريع، وكذلك - وهو الأهم - إيجاد بروتوكولات صحية صارمة تسهم في تقليل ذلك الانتشار الذي بات حتمياً ولا مناص منه. وبالتأكيد مع استحالة إيقاف الحياة الاجتماعية والاقتصادية أطول من الشهور السابقة، تمضي الدول في صراع مع هذا العدو اللدود، وفق قاعدة «أقل الأضرار» وليس منعها أو استئصالها.
في تقديري، بعد ستة أشهر من هذه الجائحة لا يمكن فقط النظر إلى عدد الإصابات وانتشارها، واعتباره المقياس الوحيد في التعامل مع «كورونا»، وإنما هناك عاملان رئيسيان يحكمان قدرة الدول على التعايش طويل الأمد، إلى حين توفر العلاج أو لقاح: الأول قدرة الأنظمة الصحية على استيعاب الحالات الحرجة، والثاني تخفيف عدد الوفيات إلى أقل نسبة ممكنة. ففي حين تبلغ عدد نسبة وفيات «كوفيد- 19» في ألمانيا نحو 2 في المائة من المصابين - وهذه تُعتبر من معدلات الوفيات المتدنية نوعاً ما حول العالم، مقارنة بالدول الأخرى التي أصابها الوباء بشدة، على غرار إيطاليا؛ حيث توفي نحو 12 في المائة - فإن دولة مثل السعودية لا تزال هذه المعدلات فيها من الأقل حول العالم بنسبة تبلغ نحو 0.6 في المائة، وهي من أقل النسب؛ حيث تعكس النجاح في التعامل مع فيروس «كورونا»، وباتت من أقل الدول التي تعد نسبة الوفيات فيها ضئيلة جداً مقارنة بعدد الإصابات وعدد السكان.
إذا كان العالم عاد عملياً إلى ما قبل جائحة «كورونا»، فإن الفيروس لا يزال منتشراً وفي تصاعد؛ بل ولا يزال مميتاً، ولا يزال هناك كثير من الأمور المجهولة عنه، كما أسباب اختلافه من بلد لآخر، غير أن من أهم ما يمكن الاستفادة منه الحاجة الماسة إلى مزيد من التأهب العالمي لمواجهة الأوبئة، نظراً إلى خطر الإصابة بالأمراض المستقبلية، وكذلك اتباع نهج «الصحة الواحدة» الذي يشمل تعاوناً متعدد القطاعات لمكافحة هذا الوباء وغيره. فلم تعد وزارات الصحة وحدها المعنية بمكافحة جائحة «كورونا»، وإنما الدول بأكملها بكل قطاعاتها معنية بالحرب ضد هذا الوباء الذي سيعيش معنا للأسف سنوات قادمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الحياة بقاء «كورونا» عودة الحياة بقاء «كورونا»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon