توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فزاعة النفط»

  مصر اليوم -

«فزاعة النفط»

بقلم - سلمان الدوسري

الشيء الواضح الذي تعلمناه مع تعاقب السنين والأحداث؛ هو أن القيم الغربية فضفاضة. يتم تفصيلها وتكييفها وفقاً للأجندة والمصالح، وما هو مناسب اليوم قد يكون مجرماً غداً والعكس، وفقاً لما تمليه السياقات والتحديات.
على سبيل المثال، لا الحصر؛ يفرض الغرب ضرائبَ على النفط الخليجي بحجة حماية البيئة، ويدعمون الفحم أكبر الملوثات، في أكبر تناقض يشهده الحد الأدنى من المنطق البشري!
ولعلي أبدأ مقالتي بهذه الحقائق، لأنها أفضل ما يقدم قبل أي حديث بيئي، مستنداً إلى حديث وزير الدولة للشؤون الخارجية المبعوث الخاص بالمناخ عادل الجبير في حديثه مع «CNBC»، «نحن أكبر المستثمرين في مجال الطاقة الشمسية، ومن ثم نحن مستثمرون في مجال السيارات الكهربائية، وبطاريات هذه السيارات، وفي مجال الهيدروجين.
سنصبح أكبر مورد للهيدروجين في العالم... من الآن فصاعداً، حددنا أهدافاً طموحة أعلنت عنها الأمم المتحدة في خفض الكربون بالمملكة العربية السعودية، ونأمل أن نتمكن من تسريع الأهداف التي تم الإعلان عنها، وهي حياد الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060، وقطعنا تعهدات فيما يتعلق بالميثان... فيما يتعلق بهذا يمكننا القيام بذلك. لن نقوم بذلك قبل 2026، ونأمل أن نبذل قصارى جهدنا للقيام بذلك... لقد ضاعفنا الهدف الخاص بغاز الميثان بحلول عام 2030، وتم الإعلان عن ذلك في باريس عام 2015». انتهى كلام الوزير الجبير.
التقليعة الحديثة في أسواق الطاقة هي استخدام فزاعة النفط في كل ما يتعلق بمسائل البيئة؛ لمحاولة التأثير على أسعار السوق، أو كميات الإنتاج. علت الأصوات السياسية والاقتصادية، وحتى الإعلامية، المطالبة بفرض قيود على مصادر الطاقة الحالية، وهي حملات ممنهجة وسياسية تهدف لتغيير توجهات السوق... باختصار.
الجانب الآخر المهم هو أن جهود مكافحة تغير المناخ - في حال افترضنا صدق النيات والدوافع - ليست محصورة في موضوع الوقود الأحفوري ومستقبل أمن الطاقة العالمي، وإنما من خلال العمل بالحلول والبدائل الأخرى.
اللافت، والمزعج معاً، هو أن كل الحلول الغربية تحاول «أن تحمي البيئة» من خلال التضييق على مصادر الطاقة، متجاهلة الحلول الأفضل والأقل ضرراً على الملايين من الناس وبيئاتهم المختلفة. بل، وهذا الأدق، لم يتم التطرق لمحاربة مصادر الطاقة في اتفاقية باريس للمناخ.
ولعلي أستعير من الاتفاقية: «لمواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية، تبنت 197 دولة اتفاق باريس في مؤتمر الأطراف 21 في باريس في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2015، دخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد أقل من عام، ويهدف إلى الحد بشكلٍ كبيرٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة».
وللتذكير، فإن «الهدف من الاتفاقية هو الوصول إلى تثبيت تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، عند مستوى يسمح للنظام البيئي بأن يتكيف بصورة طبيعية مع تغير المناخ... وبالتالي حماية الإنسان من خطر يصل إلى النقص في الغذاء والماء، والسماح بالمضي قدماً في إيجاد وخلق سبل للتنمية الاقتصادية على النحو المستدام»، وليست لمعالجة أسعار الطاقة العالمية!
الفكرة التي لا يتحدث عنها الغرب هي التأثيرات الكبيرة في حال تم فرض تلك القيود، سواء بشكل مباشر كالوظائف البشرية مثلاً، أو غير المباشرة كاقتصادات الدول والبنى التحتية المليارية وغيرها. إنهم يفكرون الآن، كيف يتجاوزون مشاكلهم الاقتصادية الكثيرة والمتشعبة، ويفوزون بمقاعد انتخابية لأحزابهم، بغض النظر عن أي شيء آخر.
وعن الحلول البديلة، عودوا لأعلى المقالة وراجعوا الأفعال السعودية، وتأملوا الجهود التي تعد بعضاً من كل... أو فتشوا عما يحدث في «نيوم»، النموذج البيئي الأحدث والأهم بالعالم، على الإطلاق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فزاعة النفط» «فزاعة النفط»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon