توقيت القاهرة المحلي 21:41:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تدافع قطر وتركيا عن «الحرس الثوري»؟

  مصر اليوم -

لماذا تدافع قطر وتركيا عن «الحرس الثوري»

بقلم : سلمان الدوسري

مرحلة تاريخية تمر بها منطقتنا، وقرارات مهمة تتوالى لإعادة ترتيب الفوضى، والتاريخ لن يغفل مَن يقف مع الإرهاب ومَن يحاربه، مَن يدّعي أنه يكافح التطرف بينما هو في خندق واحد معه. ومن المواقف الكاشفة لحقيقة توجهات دول المنطقة، هجوم قطر وتركيا على إعلان الولايات المتحدة إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة الإرهاب. نعم، قطر وتركيا تدافعان عن الجماعة الإرهابية التي قامت بنشاطات معادية في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان والأرجنتين وألمانيا والبوسنة وبلغاريا وكينيا والبحرين والكويت. قطر وتركيا تدافعان عن الجماعة الإرهابية التي قامت بالتخطيط في 2011 لهجوم إرهابي يستهدف السفير السعودي في واشنطن على أراضٍ أميركية. قطر وتركيا تدافعان عن الجماعة الإرهابية التي حددت محكمة اتحادية أميركية في 2011 مسؤوليتها عن تفجير أبراج الخُبر في 1996 والذي أسفر عن مقتل 19 أميركياً. وأخيراً قطر وتركيا تدافعان عن الجماعة الإرهابية التي لا تزال تواصل تقديم الدعم المالي والمادي والتدريب ونقل التكنولوجيا والأسلحة التقليدية المتقدمة إلى مجموعة واسعة من المنظمات الإرهابية، بما في ذلك «حزب الله» اللبناني، و«كتائب حزب الله» في العراق، و«سرايا الأشتر» في البحرين، وغيرها من الجماعات الإرهابية في سوريا ومختلف أنحاء الخليج.
لا أحد يختلف مع العبارة الشهيرة: لا يوجد تعريف محدد للإرهاب. وهي عبارة إلى حدٍّ ما صحيحة ومنطقية، غير أن بلوغ دول بعينها لوضع غطاء على جماعة إرهابية متمرسة صادرة ضدها أحكام قانونية ومثبت قيامها بعمليات قتل وترويع دولية، هو وضع جديد في العالم يعيدنا إلى أجواء أربعة عقود مضت، عندما كانت دول مثل ليبيا القذافي وعراق صدام حسين وبعض دول أميركا الجنوبية تدعم مثل هذه الجماعات التي تقوم بخطف الطائرات وترويع الآمنين واغتيال المناوئين أمام أنظار العالم، وإذا ما أصبحت هناك دول تطالب بإعطاء «الحرس الثوري» شرعية عدم محاسبته على جرائمه، فما المانع غداً من أن تفعل الشيء نفسه مع «جبهة النصرة» (فتح الشام) مثلاً؟! جميعهم إرهابيون وجميعهم يجدون الدعم من قِبل دول، ومن يدافع عن «الحرس الثوري» اليوم لا تستغرب دفاعه عن «جبهة النصرة» أيضاً، رغم أنه يفعلها حالياً بأدواته ومنصاته الإعلامية المتعددة في قطر وتركيا على وجه الخصوص.
لكن لماذا تخاطر قطر وتركيا بالوقوف علناً ضد غالبية دول العالم وتفضل الاصطفاف وتأييد مواقف «الحرس الثوري»؟! في تقديري هذا الموقف الثوري خلفه ثلاثة أسباب؛ أولها أن التحالف القطري التركي الإيراني لا يسمح بمساحة واسعة من رفض أفعال أي دولة من الدول الثلاث أو انتقادها العلني إطلاقاً. والثاني أن إيران لن تقبل لحليفيها أن يتخليا عنها في مثل هذه الظروف وبالتالي لديها أيضاً ما تتخذه ضد مصالحهما. أما السبب الثالث فهو أن كلاً من قطر وتركيا ترفعان السقف تدريجياً للاصطفاف ضد مصالح الولايات المتحدة على اعتبار أن المواجهة الحالية ضد إيران من فعل إدارة الرئيس ترمب، وبالتالي المراهنة على إمكانية مواجهة العاصفة حتى مرورها بعد مغادرة ترمب البيت الأبيض خلال عامين أو أقل أيضاً، وهي مراهنة تشبه إلى حد كبير من يرمي بمدخراته في كازينوهات لاس فيغاس ثم ينتظر الربح العظيم.
تخيلوا أن وزير الخارجية التركي يقول: «مثل هذه القرارات (تصنيف «الحرس الثوري» جماعة إرهابية) من شأنها أن تؤدي إلى عدم الاستقرار في منطقتنا»، أما نظيره القطري فَيَصل به الأمر إلى اعتبار القرار «لا يعالج المشكلات ويعد قراراً أحادياً»، وأن «إيران لها وضعها الإقليمي والجغرافي، يتطلب أن ننظر إليها باعتبارها مختلفة»، ولا يمكن قراءة الموقف القطري التركي المشترك إلا بأنه تعبير صريح عن مساعي التحالف التركي القطري الإيراني لتطبيق مشروع «الملاذات الآمنة» للجماعات الإرهابية، بمعنى إغلاق الحكومات عيونها، لأنها تتفق مع بعض أهداف الإرهابيين، كما هو الحال في العراق أو لبنان أو سوريا، حيث تعقد هذه الدول صفقات ضمنية مع الإرهابيين ما دامت أعمالهم غير موجهة ضد هذه الحكومات وتتفق مع مصالحها.
من دون حملة دولية صارمة لمواجهة «الملاذات الآمنة» للإرهابيين فستكون الجهود مشتتة وليست ذات فاعلية، وما الفائدة من تحالف دولي ضد الإرهاب بينما تقوم دول، مثل تركيا وقطر وإيران، بمنحه الشرعية والغطاء القانوني؟!

 

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تدافع قطر وتركيا عن «الحرس الثوري» لماذا تدافع قطر وتركيا عن «الحرس الثوري»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon