توقيت القاهرة المحلي 07:52:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان أكبر من «حسن»

  مصر اليوم -

لبنان أكبر من «حسن»

بقلم: سلمان الدوسري

لعقود طويلة ظل حسن نصر الله الحاكم بأمره في لبنان. يأمر فيطاع. يقرر الحرب كما السلم. لا نظام يردعه، ولا دولة تمنعه. إن أراد أن يورط بلاده فعلها، فلا يتجرأ أحد على معارضته، وإن حرَّكته إيران نفّذ تكتيكاتها، لم يراعِ إن كان ذلك لصالح لبنان أو لضرره. يشارك إيران إرهابها فيعاقب اللبنانيين اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. يضع نفسه طرفاً في الأزمة السورية فتعاني الدولة بأكملها. وعلى ذلك استمر نصر الله الآمر الناهي، ليس فقط باعتماده على سلاح أقوى من سلاح الدولة، وإنما بإرهاب كل مناوئيه فلا يستطيع أحد أن يرفع صوته، أو يسجل معارضته، أليس الخصوم الذين عاقبهم الحزب بالاغتيالات حاضرين في ذاكرة الجميع؟! فيتصرف الحزب بمعزل عن الدولة كعادته في قضايا سيادية، ثم يكون الرد صاعقاً وفوق طاقة لبنان، وبالطبع لا يهم «حزب الله» وأعوانه أي نتائج كارثية، المهم أنه حقق مراده بهذا التصعيد حتى ولو تحول لحرب شاملة.
هذه المرة، إثر مناوشات إسرائيل و«حزب الله»، فوجئ «حزب الله»، وعلى رأسه نصر الله، بأن المعادلة تغيرت للمرة الأولى، و«إرهاب الخصوم» انتهى مفعوله شيئاً فشيئاً، والوعي اللبناني، كما العربي قبله، من كذبة «المقاومة الإسلامية»، اختلف كثيراً عمَّا كان عليه بعد مغامرة الحزب في 2006، فبدأت الأصوات اللبنانية تخرج في وجه من اختطف بلادهم ويريد تغييبها، ها هو سمير جعجع يدعو من اللحظة الأولى إلى عدم «تضييع البوصلة»، من خلال دعوة الحكومة إلى «مناقشة موضوع وجود القرار الاستراتيجي العسكري والأمني خارج الدولة»، أما فؤاد السنيورة فقال إنه عندما يتحدث «حزب الله» بأنه يمتلك زمام الأمور بالرد العسكري على أي انتهاك إسرائيلي لسيادة لبنان، «فإنه يبدو كأنه مسؤول عن لبنان في ظل تغييب كامل لدور الدولة اللبنانية»، فيما حذَّر سامي الجميل من مغبة أن الحزب «أصبح هو الدولة وجمهوريتنا هي الدويلة وليس العكس»، معتبراً أن «ما نشهده اليوم مهين ومعيب بحق الشعب اللبناني». صحيح أن هذه الأصوات ظهرت بينما غيرها آثَرَ الصمت والخفوت، لكن لنتذكر أن مثل هذا الطرح كان حتى وقت قريب يوصَم بالخيانة، والشعبوية كانت هي السائدة أما العقلانية فغائبة، فمسألة أن يأتي من يرفع صوته في وجه «سلاح حزب الله»، فمعناه أن أفعال الحزب أصبحت تحت المجهر، ومرفوضة من مكونات لبنانية ولم تعد شيكاً على بياض، فحتى مع التسليم بأن الجميع ضد الضربات الإسرائيلية، على أي جزء من لبنان، وليس مناطق نفوذ «حزب الله» فقط، فإن المصلحة تثبت كل مرة أنه لا يجوز أبداً أن يتصرف أي مكون بالنيابة عن الدولة اللبنانية، بما يمكن أن يورطها مجدّداً في «مغامرات غير محسوبة» لا أحد يعلم كيف يمكن أن تنتهي كما حصل في 2006.
لم يعد ممكناً أن يبقى قرار الحرب والسلم في يد «حزب الله» يناور به، ويستخدمه حسبما تمليه استراتيجية طهران بالمنطقة، فيما الحكومة اللبنانية تبقى كل مرة في موقع المتلقي من دون تحملها كل المسؤوليات التي أولها وأبرزها، هل من صالح الشعب اللبناني مثل هذه المناوشات والمعارك العبثية أم أنها تصبُّ في صالح الحزب وحده؟! فالصوت اللبناني الجهور وإن كان غائباً بفعل «إرهاب الخصوم» الذي يجيده الحزب، فإن دائرة الرفض ماضية في الاتساع بأن لبنان لم يعد أصغر من «حزب الله». لبنان يستحق أن يعود دولة لها سيادتها، دولة صاحبة الصلاحية الوحيدة في حماية مواطنيها ومصالحهم كافة، وليس ثورة تركب على ظهر الدولة حيث لم يجنِ منها اللبنانيون سوى الخراب والدمار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان أكبر من «حسن» لبنان أكبر من «حسن»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon