توقيت القاهرة المحلي 07:39:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما بعد جولة محمد بن سلمان

  مصر اليوم -

ما بعد جولة محمد بن سلمان

بقلم : سلمان الدوسري

حطت رحال طائرة ولي العهد السعودي في العاصمة الإماراتية أبوظبي مساء أول من أمس، كأول محطة لجولة عربية واسعة تشمل ست دول يقوم بها الرجل الثاني في المملكة، ضمن دبلوماسية جديدة انتهجتها السعودية منذ تولي الملك سلمان الحكم في بلاده أوائل 2015، تقوم في أساسها على الاستفادة القصوى من هذه الزيارات بتعزيز المصالح مع الدول الأخرى وتطوير العلاقات معها، أكثر من كونها زيارات بروتوكولية تنتهي منافعها بنهاية الزيارة نفسها، وضمن هذه الدبلوماسية سبق لولي العهد السعودي أن قام بجولتين ناجحتين للغاية، آسيوية في أغسطس (آب) 2016، وأوروبية أميركية في أبريل (نيسان) 2018، وهذه المرة تكون الوجهة عربية لتشمل الإمارات والبحرين ومصر وتونس والجزائر وموريتانيا، وذلك في مسعى متواصل للأمير محمد بن سلمان من أجل تعزيز مكانة بلاده سياسيا واقتصاديا وعسكرياً، والترويج لرؤية المملكة 2030.
ومن أجل أيضاً تعزيز الحضور الدبلوماسي السعودي القوي باعتبار أن المملكة لاعب رئيسي لا يستغني عنه العالم، بشهادة رئيس أكبر دولة في العالم دونالد ترمب الذي قال عن المملكة «إنها حليف لا غنى عنه».
تزامن الجولة العربية لولي العهد السعودي مع ترؤسه وفد بلاده في قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين الأربعاء المقبل، يشكل فرصة مهمة لتعزيز الدور القيادي، إقليمياً ودولياً، للمملكة، باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجموعة العشرين، وكذلك فرصة من جانب آخر لأن تمثل السعودية المنطقة في هذه القمة الأكثر أهمية سنوياً على المستوى الدولي، بل إنها أكثر أهمية حتى من الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، ولطالما كانت المملكة تحمل القضايا العربية والإقليمية على عاتقها ولا تنفك منها، وهو ما تمثل في رؤية الأمير محمد بن سلمان للمنطقة بأنها ستكون شرق أوسط جديداً، التي أعلنها الشهر الماضي في مؤتمر اقتصادي في الرياض، إذا ما تخلصت من قضاياها المزمنة وركزت على تنمية أوطانها.
هنا في أبوظبي يحتفي الإماراتيون، رسمياً وشعبياً، بزيارة الأمير محمد بن سلمان وكأنه يزورهم لأول مرة، وهو الذي لا يغيب عن العاصمة الإماراتية بزيارات لا تنقطع وتواصل مستمر، ومرد ذلك أن كل زيارة لولي العهد السعودي للإمارات يضع من خلالها أساساً جديداً ترتقي معه العلاقات السعودية الإماراتية، التي تمر بأقوى مراحلها منذ تأسيسها قبل خمسة عقود، وذلك بفعل القناعة التامة من الرياض وأبوظبي بالتحالف الاستراتيجي القوي الذي يجمع البلدين، والرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز شراكتهما التي تعد أهم مصادر القوة بينهما، حيث يمثل حجم اقتصاد البلدين ما قيمته تريليون دولار وهو الأكبر في الشرق الأوسط، وصادراتهما تجعلهما ضمن أهم الصادرات العشرة عالميا بقيمة تقترب من 700 مليار دولار، ولديهما اليوم أكثر من 175 مبادرة ومشروعاً ينتظر أن ترسم واقعاً جديداً للمنطقة ومرحلة جديدة من العمل المثمر، كما لديهما أيضاً القدرة والرغبة في التكامل بين الجانبين في ثلاثة محاور مهمة؛ الاقتصادي، والبشري والمعرفي، والمحور السياسي والعسكري والأمني، ناهيك عن التوافق الكبير الذي يصل إلى حد التطابق في مواقف البلدين ورؤيتهما المشتركة للقضايا والأزمات الإقليمية والدولية.
كعادة جولات وزيارات الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان، فإن ما قبل الزيارات الرسمية ليس كما بعدها، فهناك دبلوماسية سعودية متميزة تهدف إلى تحقيق المصالح الوطنية وحمايتها، وتعزيز دور المملكة في إحلال الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، ولا شك أن هذه الجولة العربية التي يقوم بها ولي العهد السعودي ينتظر منها أن تسهم في تطوير العلاقات السعودية - العربية باعتبارها أحد المرتكزات التي تقوم عليها الثوابت السعودية، وعدم السماح بمحاولات الاختراق التي تقوم بها دول إقليمية لتمرير أجندتها التي تساهم في خلق الفوضى وإبعاد الاستقرار، وهو آخر ما يمكن أن تريده المنطقة في وقتها الحالي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد جولة محمد بن سلمان ما بعد جولة محمد بن سلمان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon