توقيت القاهرة المحلي 10:22:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فدية المليار دولار تخنق قطر

  مصر اليوم -

فدية المليار دولار تخنق قطر

بقلم : سلمان الدوسري

تفاصيل مهولة تضمنها التحقيق الذي قامت به شبكة «بي بي سي» عن فضيحة القرن وأكبر فدية في التاريخ بلغت 1.15 مليار دولار دفعتها قطر لجماعات إرهابية. ورغم أن القصة ليست جديدة، فقد سبق أن كشفت عنها صحف دولية مثل «فايننشيال تايمز» و«نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، فإن تفاصيلها الجديدة الموثقة بالأدلة، سواء الرسائل النصية أو الصوتية، تشرح كيف أن سرطان دعم الإرهاب انتشر ليتغلغل بين أركان الدولة القطرية بمؤسساتها المدنية والعسكرية، فالصفقة التي تم خلالها تمويل جماعات إرهابية بمبالغ خيالية تجعلها تواصل إرهابها لعشر سنوات قادمة على الأقل، اشترك فيها جهاز المخابرات وهذا ربما يكون أمراً مفهوماً في مثل هذه الصفقات المشبوهة لدولة مثل قطر، غير أن الخطير جداً مشاركة وزير الخارجية القطري الذي يفترض أنه قائد الدبلوماسية في بلاده وليس مفاوضاً مع جماعات إرهابية، وكذلك مشاركة الخطوط القطرية كناقل لمبلغ الفدية بينما هي طائرات مدنية، وفوق هذا، التمويل الشخصي لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة لـ«حزب الله» بمبلغ 50 مليون دولار، يثبت حقيقة واحدة في قطر أنه لا فرق بين المخابرات ووزارة الخارجية والجمعيات الخيرية والطيران المدني وأمير البلاد، في النهاية جميع مؤسسات الدولة، مدنية أو عسكرية، مخترقة وتعمل من أجل تحقيق مصالح عليا مهما كانت غير شرعية وترتبط بالإرهاب.

أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية، كما وصفتها «بي بي سي»، تمت قبل شهر ونصف تقريباً من قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقتهم مع قطر في يونيو (حزيران) 2017، حيث كان الارتباط القطري بالإرهاب أحد أهم الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات، وربما تكون هذه الصفقة هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فالدول الأربع صبرت وتحملت وسعت إلى تغيير السلوك القطري من دون جدوى، غير أن بلوغ المسألة تمويل جماعات إرهابية بشكل متواصل ومفضوح، بينما الدول الأخرى تعاني من أجل محاربة الإرهاب، أوصل رسالة واضحة لجيرانها أن توقف قطر عن سلوكياتها التخريبية لن يتم طالما ما دامت تستغل ركوبها المركب نفسه مع أشقائها بينما تخرقه من خلفهم، والأدهى والأمر أن إشراك مؤسسات الدولة القطرية في تمويل ودعم الإرهاب، أفقد الدول الأخرى الثقة في أي مؤسسة قطرية حتى لو كانت مدنية، إذا كانت الخطوط القطرية التي كان يسافر عليها ملايين المسافرين من الدول الأربع وتهبط في مطارات هذه الدول تستخدم في أغراض إرهابية، فأي ثقة ممكنة مع نظام لا يتهاون في استغلال كل ما يمكنه استغلاله لتنفيذ أجنداته المشبوهة؟!

في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، وهي واحدة من عشرات المقابلات والخطابات التي كررها في مناسبات عدة، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري: «قطر لم تدعم الإرهاب قط ولم تتسامح مع من يمولونه». نعم من قال هذا الكلام التنظيري الرائع، هو الرجل نفسه الذي شارك وخطط وهندس وأشرف ونسق لصفقة المليار ومائة وخمسين مليون دولار ودفعت بالكامل لجماعات إرهابية. ما فعله الرجل ليس كذباً وتدليساً وخداعاً للعالم بأسره فحسب، وإنما أيضاً يشرح طبيعة النظام القطري الذي يظن أنه قادر على الجمع بين خيوط اللعبة السياسية بما فيها الارتباط بالجماعات الإرهابية، إلا أن هذه الخيوط مع مرور الوقت التفت حول رقبة النظام حتى أصبح مخنوقاً بها وغير قادر على فكها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فدية المليار دولار تخنق قطر فدية المليار دولار تخنق قطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon