توقيت القاهرة المحلي 07:52:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فدية المليار دولار تخنق قطر

  مصر اليوم -

فدية المليار دولار تخنق قطر

بقلم : سلمان الدوسري

تفاصيل مهولة تضمنها التحقيق الذي قامت به شبكة «بي بي سي» عن فضيحة القرن وأكبر فدية في التاريخ بلغت 1.15 مليار دولار دفعتها قطر لجماعات إرهابية. ورغم أن القصة ليست جديدة، فقد سبق أن كشفت عنها صحف دولية مثل «فايننشيال تايمز» و«نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، فإن تفاصيلها الجديدة الموثقة بالأدلة، سواء الرسائل النصية أو الصوتية، تشرح كيف أن سرطان دعم الإرهاب انتشر ليتغلغل بين أركان الدولة القطرية بمؤسساتها المدنية والعسكرية، فالصفقة التي تم خلالها تمويل جماعات إرهابية بمبالغ خيالية تجعلها تواصل إرهابها لعشر سنوات قادمة على الأقل، اشترك فيها جهاز المخابرات وهذا ربما يكون أمراً مفهوماً في مثل هذه الصفقات المشبوهة لدولة مثل قطر، غير أن الخطير جداً مشاركة وزير الخارجية القطري الذي يفترض أنه قائد الدبلوماسية في بلاده وليس مفاوضاً مع جماعات إرهابية، وكذلك مشاركة الخطوط القطرية كناقل لمبلغ الفدية بينما هي طائرات مدنية، وفوق هذا، التمويل الشخصي لأمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة لـ«حزب الله» بمبلغ 50 مليون دولار، يثبت حقيقة واحدة في قطر أنه لا فرق بين المخابرات ووزارة الخارجية والجمعيات الخيرية والطيران المدني وأمير البلاد، في النهاية جميع مؤسسات الدولة، مدنية أو عسكرية، مخترقة وتعمل من أجل تحقيق مصالح عليا مهما كانت غير شرعية وترتبط بالإرهاب.

أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية، كما وصفتها «بي بي سي»، تمت قبل شهر ونصف تقريباً من قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقتهم مع قطر في يونيو (حزيران) 2017، حيث كان الارتباط القطري بالإرهاب أحد أهم الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات، وربما تكون هذه الصفقة هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فالدول الأربع صبرت وتحملت وسعت إلى تغيير السلوك القطري من دون جدوى، غير أن بلوغ المسألة تمويل جماعات إرهابية بشكل متواصل ومفضوح، بينما الدول الأخرى تعاني من أجل محاربة الإرهاب، أوصل رسالة واضحة لجيرانها أن توقف قطر عن سلوكياتها التخريبية لن يتم طالما ما دامت تستغل ركوبها المركب نفسه مع أشقائها بينما تخرقه من خلفهم، والأدهى والأمر أن إشراك مؤسسات الدولة القطرية في تمويل ودعم الإرهاب، أفقد الدول الأخرى الثقة في أي مؤسسة قطرية حتى لو كانت مدنية، إذا كانت الخطوط القطرية التي كان يسافر عليها ملايين المسافرين من الدول الأربع وتهبط في مطارات هذه الدول تستخدم في أغراض إرهابية، فأي ثقة ممكنة مع نظام لا يتهاون في استغلال كل ما يمكنه استغلاله لتنفيذ أجنداته المشبوهة؟!

في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، وهي واحدة من عشرات المقابلات والخطابات التي كررها في مناسبات عدة، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري: «قطر لم تدعم الإرهاب قط ولم تتسامح مع من يمولونه». نعم من قال هذا الكلام التنظيري الرائع، هو الرجل نفسه الذي شارك وخطط وهندس وأشرف ونسق لصفقة المليار ومائة وخمسين مليون دولار ودفعت بالكامل لجماعات إرهابية. ما فعله الرجل ليس كذباً وتدليساً وخداعاً للعالم بأسره فحسب، وإنما أيضاً يشرح طبيعة النظام القطري الذي يظن أنه قادر على الجمع بين خيوط اللعبة السياسية بما فيها الارتباط بالجماعات الإرهابية، إلا أن هذه الخيوط مع مرور الوقت التفت حول رقبة النظام حتى أصبح مخنوقاً بها وغير قادر على فكها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فدية المليار دولار تخنق قطر فدية المليار دولار تخنق قطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon