توقيت القاهرة المحلي 22:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حركة «النهضة» وبداية النهاية

  مصر اليوم -

حركة «النهضة» وبداية النهاية

بقلم - د. جبريل العبيدي

حركة «النهضة» التي حاولت عزل الرئيس التونسي في قصر قرطاج، واختزال مهام الرئاسة في شؤون التشريفات والاستقبال ووداع الرؤساء الضيوف، وتبادل التهاني والزيارات، لم تتوقع أن يقلب عليها الطاولة الرئيس قيس سعيّد، الذي استطاع بحنكة قانونية دستورية، استعادة دور مؤسسة الرئاسة التونسية ومهامها وفق الدستور، لتجد «النهضة» ورئيسها في مأزق دستوري تغافلت عنه.
خطوة الرئيس التونسي الشجاعة، تعد خطوة إنقاذ تونس من الغرق، إذ مارس الرئيس صلاحياته وفق الدستور، رغم محاولات «الإخوان» وصفها بالخطوة الانقلابية، فالأزمة التونسية والانسداد السياسي بدآ مع البرلمان التونسي المأزوم بسبب سوء إدارة الغنوشي، الذي يرى نفسه أكبر من رئيس للبرلمان، ما جعله يتجاوز صلاحيات رئيس البرلمان في الدستور التونسي إلى انتزاع بعض اختصاصات رئيس الجمهورية ومنها التمثيل الخارجي.
حركة «النهضة» الإخوانية الهوى، التي واجهت الاتهامات بالتبعية للخارج، وانتهاك السيادة الوطنية، ومحاولات الغنوشي المتكررة لممارسة ما عرف بـ«الرئاسة الموازية»... أزمات كثيرة ليس آخرها الاتهام بوجود جهاز سري مسؤول عن الاغتيالات، رغم نفي الحركة المتكرر لوجود هذا الجهاز.
نظراً للتجارب السياسية المحدودة لحركة «النهضة» في السلطة، ونظراً لتقاطع منهجها مع منهج وأفكار جماعة «الإخوان»، الذي يؤكد أن ولاء «النهضة» للجماعة، وليس للأمة، مما جعلها تفشل في تمثيل أمة أو شعب، لأن أعضاءها اعتادوا على تمثيل الجماعة والتنظيم الذي يجمعهم بالولاء، وأفقدهم الإحساس بالسيادة الوطنية والانتماء الجغرافي للوطن ضمن حدود جغرافية محددة، وذلك مرده لكونهم ينتمون لتنظيم وجماعة عابرة.
سقوط «النهضة» سيكون له أثره، خصوصاً في ظل تصريحات منددة ومجاهرة برفض قرارات الرئيس التونسي الدستورية من الجانب الإخواني المحلي والعالمي، وكذلك التصريحات لبعض قياديي «النهضة» باستخدام الرصاص كما صرح العفاس القيادي التونسي.
الاختباء خلف شعار «المظلومية» الشعار المتكرر في جميع سقطات جماعة «الإخوان»، لم يفلح حتى بالاستقواء بالخارج على الدولة التونسية، فـ«النهضة» أصبحت بالنسبة للشارع التونسي خارج أي معادلة سياسية للحل في تونس، خصوصاً بعد لاءات الرئيس التونسي «لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بمن خربوا البلاد».
وفي خطوة جريئة ومهمة لتقليص نفوذ «النهضة» وتسللها وأنصارها في مؤسسة القضاء، أصدر الرئيس التونسي مرسوماً رئاسياً يقضي بعزل 57 قاضياً، بتهم بالفساد والتستر على متهمين بالإرهاب وتعطيل العدالة، على غرار وكيل الجمهورية بشير العكرمي، الذي يوصف بقاضي حركة «النهضة»، والمتهم بالتستر على ملفات متعلقة بالإرهاب وتعطيل التحقيق فيها.
عملية عزل القضاة المتهمين بالفساد جاءت بعد تصريح قيس سعيد بالقول: «لا يمكن أن نطهر البلاد من الفساد وتجاوز القانون إلا بتطهير كامل للقضاء».
حركة «النهضة» الواجهة السياسية لجماعة «الإخوان»، التي مارست سياسة التمكين والاختراق لمؤسسات الدولة التونسية المختلفة، منها القضاء ووزارة العدل، سرعان ما انهارت وبدأت في السقوط المريع، لكون الشعبية التي استندت إليها كانت زائفة وغير حقيقية، بل ومبالغاً فيها سرعان ما كشف زيفها لتتهاوى وممثلوها في السلطة، بل وهي تواجه اليوم ملفات صعبة منها الجهاز السري، الذي بدأ فتحه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي تطالب بعض القوى والنخب السياسية بالتحقيق في حقيقة موته، وهل تعرض لمحاولة اغتيال أو تسمم جراء فتح ملف الجهاز السري لتنظيم جماعة «الإخوان».
نهاية «النهضة» تعزى إلى زيف الشعبية منذ البداية مروراً بالتخبط السياسي وسوء إدارة البلاد طيلة حكم «النهضة»، وفشل الغنوشي في الحفاظ على البرلمان التونسي خارج دائرة الصراع، بل إن ما انتهى إليه البرلمان التونسي كان السبب فيه سوء إدارة الغنوشي لجلسات البرلمان، مما جعله الشخصية الأكثر كرهاً وفق إحدى الدراسات الاستقصائية، وبين الوصف بالزلزال والتسونامي الذي هزم «النهضة» كانت مانشيتات الصحف والإعلام الفرنسي القريب من المشهد السياسي التونسي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حركة «النهضة» وبداية النهاية حركة «النهضة» وبداية النهاية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon