توقيت القاهرة المحلي 20:47:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العبث بأمن غزة

  مصر اليوم -

العبث بأمن غزة

بقلم - د. جبريل العبيدي

لا أحد ينكر أن إسرائيل دائمة البحث عن عذر للتضييق على الفلسطينيين وحصارهم، وحتى قصفهم بالصواريخ والقنابل، واستخدامهم ميدان تجارب وميدان رماية لتدريب جنودها، لكن كل هذا الضيم ما كان له أن يتم لولا العبث الذي تمارسه حركة حماس، الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين.

حركة حماس منذ انقلابها وسيطرتها على قطاع غزة، والقطاع يعاني سوء إدارة أفقدته أبسط الخدمات من كهرباء وماء، وأنهى أي أمل لعودة استخدام الميناء والمطار، فغزة المحاصرة اليوم من جميع الأبواب كانت تنعم بمطار دولي يربطها بالعالم، وميناء بحري وحركة ملاحة وصيد بحري، حيث كان الغزيون من أمهر الصيادين، لكنهم اليوم بسبب سياسات حماس العبثية التي لم تقدم شيئاً سوى إطلاق بضعة صواريخ تسقط قبل أن تصل أهدافها، ولا تحقق أي توازن أو أي ضغط سياسي، وينتهي الأمر بغارات إسرائيلية تدمر البنية التحتية لقطاع غزة، وتتحول الحياة إلى جحيم دون أن تحقق صواريخ حماس أي مردود سياسي.

حركة حماس، التي تتبع تعليمات المرشد والتنظيم السري، لم تقف عند حدود القطاع وممارسة العبث، بل أرسلت مقاتلين وخبراء متفجرات ومفخخات حتى إلى بنغازي، حيث شاركوا مع مجلس شورى بنغازي الإرهابي في زرع المفخخات التي حصدت أرواح الكثير من الليبيين، ولم ترعَ حماس في الليبيين دعمهم لها في الماضي كـ«حركة مقاومة» بالسلاح والمال والدعم السياسي، فليبيا كانت تتعاطى مع الحركة ضمن منظومة المقاومة الفلسطينية، لكن اتضح أن «حماس» كانت حركة هدم ودمار وعبث حتى على الفلسطينيين أنفسهم، إذ كانت فنادق طرابلس وبنغازي لا تكاد تخلو من زيارات مشعل، وعياش، وصلاح شحادة، وأبو مرزوق موسى، والزهار، وحتى الرنتيسي زمن القذافي، ولا يخفى أن النظام السابق في ليبيا استخدم حركة «حماس» في أغراض تخصه.

حركة «حماس» كانت وما زالت أكثر ضرراً على الفلسطينيين بما تقوم به من أفعال خارج إطار القانون، بل ومن حماقات عسكرية مع الترسانة والآلة العسكرية الإسرائيلية المدمرة، التي تبحث عن الذرائع لسحق الأبرياء الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة.

حركة «حماس» منذ تأسيسها في عام 1987 وهي في حالة صدام وتنافر، ليس فقط مع الإسرائيليين، بل حتى مع باقي فصائل المقاومة الفلسطينية؛ مما يجعلها محراك شر داخل التوافق الفلسطيني.

حركة «حماس» التي تزعم أنها تحمل مشروعاً مقاوماً، وترى نفسها على النقيض مع حركة فتح، التي تراها صاحبة مشروع تفاوضي سلمي، بينما في الواقع تمارس (حماس) التفاوض تحت الطاولة وفوقها، وهي حركة حرب أثناء السلم وحركة سلم أثناء الحرب.. لقد رفعت «حماس» شعارات فضفاضة جرى وراءها الكثير من الشباب الفلسطيني لنهاية مؤلمة تنوعت أشكالها بين الموت سحقاً بالآلة المدمرة الصهيونية، أو السجن في سجون إسرائيل الموحشة.

حركة «حماس» التي عرقلت مشروعات كثيرة لتسوية الأزمة الفلسطينية، ومنها مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2002، التي هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة لتسوية الأزمة، بل إنها رفضت حتى مشروع القذافي «إسراطين» لتقاسم الأرض مناصفة، لنجدها في نهاية الأمر تقبل باتفاقية غزة وأريحا.

بهذا العبث تبقى حركة «حماس» مشروعاً مدمراً لأي توافق فلسطيني، أو حتى عربي لتسوية القضية الفلسطينية. ويبقى الشعب الفلسطيني الباسل هو من يدفع الثمن نتيجة هذا العبث المستمر.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبث بأمن غزة العبث بأمن غزة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon