توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فقدان الهاتف الأحمر بين روسيا وأميركا!

  مصر اليوم -

فقدان الهاتف الأحمر بين روسيا وأميركا

بقلم :د. جبريل العبيدي

الهاتف الأحمر أو الخط الساخن، خط تواصل كان بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة في عام 1963، حتى وقت الحرب الباردة، مما مكن الزعيمين في الدولتين العظميين من حلحلة الكثير من المشاكل قبل حدوث أي تصادم عسكري بينهما، ولكن اليوم رغم سهولة الاتصالات التكنولوجية إلا أن فقدان التواصل بين الطرفين كان هو السائد، والمسيطر على العلاقات بينهما، مما يعتبر مؤشر خطر تصاعدياً، خاصة بعد أن أصبح العالم من منظور روسي وغربي فسطاطين، دولاً صديقة ودولاً غير صديقة وفق التعبير الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وانقطعت العلاقات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين دول كبرى وأعضاء في مجلس الأمن، واصطف الغرب مع أوكرانيا، ودعمها بالسلاح والعتاد والأسلحة الفتاكة وفق التعبير الغربي، بل هدد الطرفان باللجوء إلى استخدام المرتزقة، مما جعل العالم على كف عفريت كما يشبهه المثل، وأصبحت فوبيا استخدام السلاح النووي تجتاح العالم، لدرجة هوس التفسيرات والتأويلات التي اختلط فيها كهانة العرافين وقراءة النجوم بالتحليل السياسي والعسكري معجونة برؤى المفسرين ولو من خارج النص.
وبعد تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بأن الرئيس الروسي فلاديمير «بوتن مجرم حرب» هل يمكن القول بأن الهاتف الأحمر للتواصل بين الدول قد فقد بين أميركا وروسيا، بعد هذا التصريح والتصعيد الناري، قابله رد للسفير الروسي في واشنطن محاولة الولايات المتحدة منح نفسها حق تحديد من هو «مجرم الحرب» تثير النفور، فالحرب قائمة ومستمرة وإن كان البعض يسميها عملية عسكرية محدودة الأهداف، رغم أنها لم تحقق أهدافها، في مقابل ذلك تقول وزارة الدفاع الروسية إنها اكتشفت أدلة تثبت تورط أميركا في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
تصعيد وتصعيد المضاد، إذ عندما يقول الرئيس الروسي: لا حاجة لنا بعالم إذا كانت روسيا ليست فيه، يعني ذلك أننا أمام أزمة صراع وتصعيد غير مسبوقة في ظل وضع الأصابع على زناد السلاح النووي.
فقدان الهاتف الأحمر أي خط التواصل المباشر بين دولتين بحجم روسيا وأميركا، يعتبر كارثياً، خاصة في حالة الحرب القائمة، وهناك تماس مباشر بين الحلفين في ظل غياب أو تغييب تنسيق قواعد الاشتباك واستمرار حالة التصعيد.
العقوبات المفروضة على روسيا ستؤثر على العالم بأسره، فالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تسببت في ضرب الزراعة في أوكرانيا ولو بقطع الطرق ومنع تنقل المنتوج من مكان لآخر وفرار الأيدي العاملة بسبب القصف، الأمر الذي تسبب في فساد المحاصيل الزراعية، وبالتالي نقص كبير في الإنتاج، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأسعار، بينما روسيا تعلن الحرب على الدولار واستخدام الروبل الروسي في بيع صادراتها من القمح والنفط والغاز، كعقاب مضاد تستخدمه روسيا بوتين للرد على الخناق الاقتصادي الغربي الأميركي.
العقوبات على روسيا وحرب أوكرانيا كان لها أثر اقتصادي كبير على العالم بأسره والشرق الأوسط الذي دفع فاتورة الحرب من دون أن يكون طرفاً فيها، من خلال تضرر اقتصاد الشرق الأوسط والعالم العربي الذي يستورد القمح الأوكراني والروسي، مما جعل من رغيف الخبز أغلى من الكيك الفاخر...
العقوبات الغربية والأميركية على روسيا كانت قاسية وشديدة وغير مسبوقة، مما يشكل تهديداً للوجود الروسي وليس فقط الضغط على الرئيس بوتين، الأمر الذي سيجعل رد الفعل كارثياً، في ظل تهديد بوتين بعدم رضوخه، وعدم قبوله لعالم بدون روسيا قوية وفق رؤيته، في إشارة واضحة إلى أنه قد يستخدم الأسلحة النووية في حالة تهديد للوجود الروسي، بل إن وزير خارجية روسيا لم ينفِ إمكانية استخدام السلاح النووي، وإن كان وصفه بالمحدود وربطه بتهديد الوجود الروسي.
عودة الهاتف الأحمر بين روسيا وأميركا هو مفتاح الحل في الأزمة الأوكرانية، خاصة أن مسببات المشكلة وخيوط حلها تمسك به كلتا الدولتين مما يجعل فقدان الهاتف الأحمر يشكل عقبة نحو توقف الحرب وإيجاد حل قابل للحياة والتطبيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقدان الهاتف الأحمر بين روسيا وأميركا فقدان الهاتف الأحمر بين روسيا وأميركا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon