توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملفات ضخمة في انتظار «النهضة» التونسية

  مصر اليوم -

ملفات ضخمة في انتظار «النهضة» التونسية

بقلم :د. جبريل العبيدي

شبهة إرهاب وراء اعتقال نائب الغنوشي، وفق بيان وزير الداخلية التونسي، واتهام الغنوشي رئيس حركة «النهضة» بجرائم انتخابية، عشية اعتقال نائبه بحيري، فحركة «النهضة»، التي اتخذت من هيمنتها على البرلمان التونسي غطاءً سياسياً لبعض أنصارها المطاردين بتهم جرائم فساد، في شراكة مع أحزاب أخرى، تواجه اليوم اتهامات بقضايا شتى منها «جرائم انتخابية»، كما وصفها مكتب الاتصال بالمحكمة الابتدائية في تونس، التي أحالت المنصف المرزوقي، الرئيس الأسبق لتونس، والمتحالف مع «الإخوان»، ورئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد، ورئيس حزب «قلب تونس» المعارض نبيل القروي، وآخرين بتهم تتضمن مخالفة قوانين الدعاية الانتخابية، وعدم الإفصاح عن الموارد المالية للحملة الانتخابية، والانتفاع بدعاية غير مشروعة.
اتهام الغنوشي جاء عشية الحبس الاحتياطي لنائبه البحيري المتهم بـ«تقديم وثائق هوية ووثائق الجنسية بشكل غير قانوني، وشبهة إرهاب جدية»، وفق بيان وزير الداخلية التونسي، خصوصاً أن بحيري كان يتولى حقيبة وزارة العدل بين عامي 2011 و2013. وجاء قرار التوقيف بعد الحكم بسجن المرزوقي الرئيس التونسي زمن حكم «النهضة» ومرشحها وحليفه، مما يعكس أن حالة الملاحقة القضائية لـ«النهضة» بدأت بعد عشر سنوات من التهرب، ويعد البحيري أول مسؤول كبير في حركة «النهضة» يحتجزه الأمن منذ تجميد الرئيس التونسي قيس سعيد عمل البرلمان، بدورها وصفت حركة «النهضة»، في بيان لها، اعتقال نائب الغنوشي بعملية «الاختطاف»، رغم أنها جاء وفق صحيح القانون التونسي، كما أكد وزير الداخلية قائلاً «قرار الإقامة الجبرية يتخذ ضد أشخاص أو مؤسسات يمكن أن تشكل خطراً على الأمن العام والنظام العام، وأنها قرارات لم تكن من عبث بل بنص قانوني».
«الإخوان» عادة ما يختبئون خلف عباءة «المظلومية»؛ الشعار المتكرر في جميع سقطات جماعة «الإخوان»، وكأن عناصر الجماعة أشبه «بالملائكة» لا يرتكبون جرائم وأخطاء، بينما تاريخ الجماعة مليء بالجرائم والإرهاب.
قرار الرئيس التونسي حول الإصلاحات الدستورية، رغم ضرورتها لاستعادة استقرار تونس وأمنها، قسمت الساحة السياسية وكذلك الشارع، بين من رحب بها، واعتبر أنها تعبر عن مطالب التونسيين، ومن رفضها ورأى أنها تعزز وتؤسس لحكم الفرد الواحد و«تنبئ بدخول البلاد في نفق الاستبداد وتصفية الخصوم السياسيين وتهدد الديمقراطية».
الأزمة التونسية والانسداد السياسي بدآ مع البرلمان التونسي المأزوم منذ مدة، وحتى قبل قرارات الرئيس قيس سعيد، بشأن تجميد البرلمان، بسبب سوء إدارة الغنوشي الذي يرى نفسه أكبر من رئيس للبرلمان، وهو ما جعله يتجاوز صلاحيات رئيس البرلمان في الدستور التونسي إلى انتزاع بعض اختصاصات رئيس الجمهورية، ومنها التمثيل الخارجي.
«النهضة» اليوم في عزلة، بعد أن بات واضحاً أنها تعمل من أجل الهيمنة الكاملة على البلاد بآيديولوجية واضحة المعالم، وبالتالي لا بواكي لها حتى وسط من كانت تظن أنهم كانوا أنصارها، الذين عجزوا عن حشد العشرات للتظاهر.
أيضاً حركة «النهضة»، تواجه الاتهامات بالتبعية للخارج، واتهامات بانتهاك السيادة الوطنية، ومحاولات الغنوشي المتكررة لممارسة ما عرف «بالرئاسة الموازية»، كل هذا مُساقٌ إلى المحاكم للفض فيه.
ما هو مهم هو أن التجارب المحدودة لجماعات الإسلام السياسي في السلطة تؤكد أن الولاء لديهم للجماعة، أنهم لن يستطيعوا تمثيل أمة أو شعب، لأنهم اعتادوا على تمثيل جماعة وتنظيم يجمعانهم، وأفقداهم الإحساس بالسيادة الوطنية والانتماء الجغرافي للوطن ضمن حدود جغرافية محددة، وذلك مرده لكونهم ينتمون لتنظيم وجماعة عابرين للحدود وللقارات، ولا تمثل الجغرافيا والحدود لهما أي معنى، مما ينسحب ذلك على انتهاك للسيادة الوطنية.
الأزمات كانت ولا تزال تحاصر حركة «النهضة»، منذ عاصفة الاستقالة بين صفوفها، خصوصاً استقالة أمينها العام زياد العذاري، وبدء تصدع وانشقاق وانقسامات في بيتها الداخلي بين جيل شيوخ «النهضة» وشبانها الجدد.
ملفات ثقيلة وكبيرة تواجه «النهضة» منها اتهامها بأنها خلال الفترة من 2011 إلى 2013، جندت الشباب ونقلتهم لمناطق الصراع في سوريا وليبيا والعراق واليمن كوقود لتلك الحروب، ناهيك عن الملف الأثقل وهو «الجهاز السري»، الذي تحوم حوله شبهات كثيرة.
ولا ندري إلى أين تصل الأمور في تونس، بعد القضية المثارة حالياً، وهي أن الرئيس السابق الباجي قايد السبسي، مات مسموماً. فمن هو القاتل يا ترى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملفات ضخمة في انتظار «النهضة» التونسية ملفات ضخمة في انتظار «النهضة» التونسية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon