توقيت القاهرة المحلي 15:49:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تنظيم «الإخوان» وقشة انتخابات ليبيا

  مصر اليوم -

تنظيم «الإخوان» وقشة انتخابات ليبيا

بقلم : د. جبريل العبيدي

تنظيم «الإخوان» ينحسر عالمياً بعد عدة انتكاسات لن تكون آخرها سقوط «النهضة» في تونس، ففي ليبيا يواجه «الإخوان» رهاب انتخاب الرئيس من الشعب، الأمر الذي يقض مضجع قادة وزعامات التنظيم في ليبيا بسبب معرفتهم المسبقة بالخسارة، ولهذا انقسم إلى فئتين؛ فئة ترى في الانتخابات القشة التي ريما تنتشلها من الغرق، ولهذا تحاول إيجاد موطئ قدم لها في الانتخابات ولو بالتسلل بالمخادعة بـ«المستقلين» شكلاً، «الإخوان» موضوعاً، وفئة أخرى تعرقل الانتخابات وتعد لحرب تفسد الانتخابات.
فليبيا أمام استحقاق انتخابي، في ديسمبر (كانون الأول) القادم للتخلص من «سلطة» الأمر الواقع المغتصبة للسلطة، والتخلص من الحكومات الانتقالية المتعاقبة التي أفسدت الحرث والنسل، وكادت تفرغ خزائن الدولة من الأموال من دون رقيب أو حسيب.
الانتخابات يرى فيها كثيرون من الليبيين والأمم المتحدة الخيار«الأوحد» أمام الليبيين لحل الأزمة، ولو كانت بآلية مخلة للديمقراطية والقانون، بانتخابات رئاسية وبرلمانية قبل إقرار الدستور، في ظروف أمنية غير ملائمة وعاصمة مختطفة، وانعدام الفرص أمام المرشحين في حرية الوصول إلى الناخبين والتواصل معهم في شتى بقاع البلاد بسبب حالة الانقسام والاصطفاف الشديد في البلاد، مما يعني غياباً للنزاهة وحرية الاختيار، وليس مرحلة انتقالية جديدة بائسة.
ولكن يبقى التحدى، فالانتخابات لا يمكن تحقيقها بشكل نزيه في ظل وجود الميليشيات في العاصمة طرابلس، لأن من اشتراطات الانتخابات النزيهة توفير حالة أمنية تسمح بانطلاق العملية الانتخابية الحرة، بحيث تسمح للناخب والمرشح بحرية الحركة والتنقل والانتخاب من دون ضغوطات، أو ابتزاز أو تهديد، لتحقيق مبدأ التكافؤ في الفرص، الأمر الذي صعب تحقيقه في ظل وجود عاصمة رهينة للميليشيات، كما هو الحال في العاصمة الليبية طرابلس، حيث تحتجز الميليشيات أكثر من مليوني نسمة دروعاً بشرية تتحصن بها.
ليبيا الوطن ليس حكراً لفئة أو جماعة ضالة تحتمي بميليشيات مسلحة تختزله وتصادره وتخصخصه لصالحها.. فليبيا ليست عقاراً يسعى البعض للاستحواذ عليه من دون الآخرين، مما جعل من الحسابات الحزبية تعلو على مصلحة الوطن العليا، فيصبح لمجرد مناكفة الحزب المضاد التضحية بمصلحة الوطن وسلمه الاجتماعي، لمجرد إقصاء الخصم السياسي في أي حوار، أو مشروع أو قانون، فهناك من يقسم الوطن على مقاس حزبه وأعضائه، وهذا بسبب توارث مفاهيم خاطئة عن الوطن والمواطنة والمصلحة الوطنية، نتيجة تردي الفكر والخطاب السياسي وفشل النخبة، وتكريس ثقافة الحزب والولاءات.
الانتخابات قد تكون آلية للخروج من هذا النفق الضيق الخانق، ولكن هناك اشتراطات وطنية تسبقها على رأسها التحرر من العباءة الحزبية أو الفئوية، في التعاطي مع الاستحقاقات الوطنية العامة، مثل العقد الاجتماعي أو الدستور الذي يجب أن يكتب بلغة واضحة غير قابلة للتأويل أو التضليل ويجب أن يكون بتوافق جميع الليبيين، والإبقاء على التنافس الحزبي، في إطار الشأن السياسي المتعارف عليه بعيداً عن أي خصومة في أي من الاستحقاقات الوطنية، وخاصة الدستور، فهو يجب أن يكون للجميع وليس مجرد وثيقة كتبت بحبر جماعة لا تؤمن بالدولة الوطنية ولا بجغرافيا الوطن. مشاركة أنصار النظام السابق (أنصار العقيد القذافي سابقاً) في أي انتخابات هي حق طبيعي لأي مواطن ليبي يتمتع بحقوقه المدنية، ولكن تبقى رهينة لحجم تفهمهم للتغيير الذي حدث في ليبيا رغم مصاعبه ومآسيه إلا أنه لا يمكن العودة للجماهيرية، فسبتمبر انتهت وليبيا دولة مدنية وليست عقاراً للتوريث.
الواقع يؤكد أن ليبيا لن تعود جماهيرية، ولن تكون ولاية لـ«داعش»، أو ضمن خلافة المرشد وإذا رغب السيد محمد الرضا السنوسي أو حتى السيد سيف الإسلام معمر القذافي، فعليهما التوجه إلى صندوق الانتخابات وهو الفيصل في تحديد حاكم ليبيا، تحت قبة البرلمان والدولة المدنية الديمقراطية، فليبيا ليست ميراثاً تتنازعه بعض العائلات التي حكمت ليبيا. الانتخابات يجب أن تكون استحقاقاً وطنياً ليبياً خالصاً، وليست حلبة صراع دولي وإقليمي ملون بالحبر الأزرق، ولن تكون نافذة لعودة غلمان المرشد وجماعات الإسلام السياسي المهزومة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم «الإخوان» وقشة انتخابات ليبيا تنظيم «الإخوان» وقشة انتخابات ليبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon