توقيت القاهرة المحلي 20:59:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مذبحة انكشفت خيوطها

  مصر اليوم -

مذبحة انكشفت خيوطها

بقلم - جبريل العبيدي

مذبحة الأقباط على شواطئ سرت الليبية انكشفت فصولها، التي لطالما أنكر حدوثها عرابو الإسلام السياسي في ليبيا بشتى الطرق، رغم اعتراف «داعش» بحدوثها وتبنيه لها، ونشره فيديو عالي الجودة والإتقان السينمائي والدقة في التصوير والإخراج، واستخدام الكاميرات المتعددة بين المحمولة على الكتف وثانية على سكة ثابتة وثالثة معلقة حرة، وأخرى طائرة تم جلبها من تركيا عبر مطار معيتيقة المسيطر عليه من قبل ميليشيات الإسلام السياسي في طرابلس، وفق اعترافات المتهم هشام إبراهيم عثمان مسمح المُلقب بـ«الديناصور» الذي ينتمي لكتيبة أبو سليم وشارك في المذبحة.

جوقة من المصورين والجلادين تسوق الضحايا جراً، يحركهم جميعاً الإرهابي أبو معاذ التكريتي، الذي لعب دور المخرج لأكثر مشاهد الرعب دموية التي قد يعجز المخرج أفلام الرعب هيتشكوك عن تصور تفاصيلها، بينما الإرهابي التكريتي يطلب تمثيل المشهد دون الشروع في الذبح، وتكررت الإعادة أكثر من مرة، فظن الضحايا أن الأمر لا يعدو كونه مشهداً سينمائياً لـ«داعش»، وإذا بسكاكين جلادي «داعش» تنهال عليهم في آخر لقطة إعادة، تقطع حبال الوريد لديهم، لتسال دماؤهم وتمتزج بمياه البحر كما خطط «داعش»، وتسكت أنفاسهم، فبعد أن تم انتقاء الجلادين من «داعش» طوال القامة ضخام الجثة، متسلحين بسكاكين حادة مرتدين السواد ملثمي الوجوه كعادتهم، ألبسوا ضحاياهم الزي البرتقالي وأخضعوهم لمخدر ينهك قواهم، حتى يظهروا مستسلمين لجلاديهم، ويضفي على المشهد المؤلم قسوة تتعمد أشرطة توحش «داعش» إظهارها لقطات تظهر أيادي قاسية تذبح وتجز الرقاب دون أن ترتعش، في سادية لم يعرفها التاريخ البشري إلا في عصور الظلام، التي يحاول «داعش» بإدارته للتوحش إحياءها، بينما وقف الإرهابي أبو عامر الجزراوي «والي طرابلس» ملوحاً بحربته متحدثاً بالإنجليزية مهدداً متوعداً الأوروبيين.

لقد أدت التحريات ومن ثم التحقيقات التي قام بها مكتب النائب العام الليبي، إلى القبض على أحد الجنات الذين نفذوا المذبحة، حيث اعترف كيف ومتى وأين حدثت، وأين تم إخفاء الجثث، دون الإجابة لماذا حدثت المذبحة ضد عمال مصريين ومواطن أفريقي لا ذنب اقترفوه سوى أنهم مسيحيون جاءوا إلى ليبيا لكسب لقمة عيش بشرف كغيرهم الكثير، ولكن كعادة التنظيم لا يفصح حتى للمقربين منه عن معرفة الهدف من مذبحة طالت 21 ضحية بلا ذنب، التي ما انفك عرابو الإسلام السياسي في ليبيا وقطر وتركيا ينكرونها، وتكذيب حقيقة حدوثها وتحويلها إلى خبر «كاذب»، ولكن الحقيقة ظهرت باكتشاف جثث الضحايا، وإسدال الستار على غموض مدفنهم من اعترافات أحد المتهمين بالجريمة البشعة، التي كان الهدف منها توجيه صدمة وإحداث حالة رعب وفزع بين البيئة التي يحاول التمكن فيها، وتوجيه رسالة للأوروبيين صادمة ومفزعة، فرسالة «داعش» كانت واضحة في إظهار قوة إعلامية للتنظيم لا يمتلكها على الأرض عبر رسائل التوحش، التي تستخدم منهج هولاكو، في إحداث الرعب في القرى الصغيرة في طريق قواته المتقدمة، ليسهل عليه استسلام المدن الكبيرة بحصونها وقلاعها.

رسالة «داعش» وصلت رغم إنكار وتستر عرابي الإسلام السياسي عليها فترة من الزمن، إلا أن جثث الضحايا التي انتشلتها النيابة الليبية من خشوم الخيل (موقع الدفن) أسدلت الستار عن جريمة كانت لثلاث سنوات من دون جثث ومن دون طقوس دفن تحترم آدمية الضحايا.

 

نقلا عن الشرق الاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذبحة انكشفت خيوطها مذبحة انكشفت خيوطها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon