توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان وخفافيش الظلمة وكاتم الصوت

  مصر اليوم -

لبنان وخفافيش الظلمة وكاتم الصوت

بقلم: د. جبريل العبيدي

ليس بمقتل لقمان سليم ستتوقف كواتم الصوت في لبنان عن القتل، فقد سبقه سمير قصير وجبران تويني وقبلهما حسين مروة وحسن حمدان، والقائمة تطول ممن حصد حياتهم كاتم الصوت، ضمن قائمة اغتيالات سجلت «ضد مجهول»، رغم أن الفاعل معلوم ويجاهر بجريمته بفخر، الأمر الذي يهدد بعودة شبح اغتيالات كاتم الصوت للبنان المنقسم، والمتشظي بين صراع النخب السياسية.
المغدور سليم الذي اهتمّ بملف المخفيين قسراً خلال الحرب الأهلية، كان من أشدّ المعارضين لـ«حزب الله» اللبناني، رغم انتمائه إلى الطائفة الشيعية ورغم سكنه في الضاحية الجنوبية وسط معقل «حزب الله»، حيث قتل، مما فتح الأبواب على اتهام «حزب الله» بمقتله، فالمقتول معارض للحزب وقُتل في منطقة يسيطر عليها الحزب، لدرجة أن الطير الطائر في سماء الضاحية معروف لميليشيات «حزب الله»، فكيف يُقتل رجل بحجم سليم في معقل «حزب الله» والحزب لا يعلم؟
سليم وُجد مقتولاً بالرصاص في سيارة في جنوب لبنان، كما قال مصدر أمني «إنه تم العثور على سليم مقتولاً بإطلاق نار في رأسه داخل سيارته في العدوسية» (الجنوب) بعد اختفائه وفقدان الاتصال به، والذي استيقظ يوماً ليجد منشورات ملصقة على باب منزله في الضاحية الجنوبية، تمجّد كاتم الصوت وتتهمه بالعمالة لإسرائيل، وهو الذي أنتج فيلماً وثائقياً حول مجزرة صبرا وشاتيلا، بل وصف بأنه «عميل» يسعى لتدمير «حزب الله» من الداخل، وأنه من «شيعة السفارة» فهل قتلت إسرائيل «عميلها» الافتراضي من وجهة نظر «حزب الله» وسدنته؟!
سليم سبق له أن أصدر بياناً اتهم حسن نصر الله ومن سماهم «خفافيش الظلمة» وحمَّلهم مسؤولية ما قد يجري ضده وضد عائلته ومنزله بعد وضع لافتات وعبارات تهديد بالقتل على باب منزله.
المستفيد مِن مقتل سليم هو «حزب الله»، ومحاولة إلصاق التهمة بالموساد الإسرائيلي كما يحاول سدنة وحواريو «حزب الله» فعله من خلال تحليلات وتحقيقات بوليسية يخجل أطفال المغامرين الخمسة لوزة وتختخ وكلبهم من تكرارها لسذاجة محتواها، فالقتيل قُتل في معقل «حزب الله»، إلا إذا اعترف «حزب الله» بأنَّ ضاحيته الجنوبية مخترقة، وأنَّ للموساد فرعاً نشطاً فيه.
رواية «حزب الله» ومن يدور حول صومعته هي أنَّ جميع من مات أو قُتل فقد قتله الموساد الشرير، أما الحزب الطيب فهو حزب دعوي جهادي بالكلمة، ولا يقتل أحداً، وعليكم أن تصدقوا هذه الرواية وتنشروها في العالم، ومن لا يقتنع بها اقتلوه.
اغتيال لقمان سليم هو الترجمة الحقيقية لتهديدات الحزب له بإلصاق الشعارات والتهديدات على باب منزله، فبصمات «حزب الله» في اغتيال لقمان سليم واضحة وليست مخفية مهما اجتهد الحزب وعناصره في إخفائها من مسرح الجريمة كما فعل في سابقاتها، والشماعة جاهزة وهي الموساد الشرير الذي يشوه المقاومة «الطيبة البريئة»، والتي نشر عناصرها «حُكماً شرعياً» بإعدام سليم تم إلصاقه على جدار منزله ليدعم «البراءة» الافتراضية لـ«حزب الله» من دم لقمان سليم.
لبنان البلد العربي غارق في أزمته الاقتصادية بسبب فساد سياسي وعجز النخبة عن التخلص من الهيمنة الطائفية للخروج بلبنان من أزمته الخانقة، التي أضاف إليها «حزب الله» ضوائق كثيرة ليس آخرها ملف الاغتيالات، بل بوضعه «فيتو» على مستقبل لبنان خالياً من الطائفية، التي رفضها اللبناني السني والشيعي والماروني في مظاهرات لم تتوقف إلا بسبب جائحة «كورونا»، والتي حبست العالم في بيوتهم، وليس فقط لبنان الطامح للحرية من الطائفية، وهوية حزب إيران في لبنان المسمى «حزب الله» والله بريء منه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان وخفافيش الظلمة وكاتم الصوت لبنان وخفافيش الظلمة وكاتم الصوت



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon