توقيت القاهرة المحلي 21:14:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة الليبية وسياسة الترحيل

  مصر اليوم -

الأزمة الليبية وسياسة الترحيل

بقلم - جبريل العبيدي

تعاني الأزمة الليبية من عمليات الترحيل المتعمد من غدامس الليبية إلى الصخيرات المغربية إلى تونس التونسية إلى جنيف السويسرية، وتواكب هذه العملية إعادة تكرار الوجوه والشخوص نفسها تقريباً بترتيب مختلف، هذه المرة بتبنٍ من مركز «جان هنري دونانت» للحوار الإنساني Henry Dunant Centre، وهو منظمة غير حكومية «مستقلة» تعلن عن نفسها «وسيطاً» في النزعات الدولية، ليبقى السؤال: من الممول؟ ومن الذي اختار الشخصيات الخمسين في حوار هنري دونانت؟

بالنظر لقائمة الشخوص يلاحظ أنها لا تخرج عن قوائم الحوار السابقة، التي مارس فيها المضيف إعادة ترتيب الأسماء والشخوص السابقة نفسها تقريباً، في محاولة لإعادة إنتاج لجنة حوار الصخيرات بالمعايير السابقة نفسها، والتي لم تخرج عن المتسببين بالأزمة بشكل مباشر كأمراء الحرب وقادة ميليشيات وقيادات إخوانية، بل إن هؤلاء متهمون ومسجلون على قوائم الإرهاب في بعض الدول، ومنها قوائم الرباعية (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) مثل بلحاج والصلابي، وإعادة إنتاج أعضاء الجماعة (الإخوان) وأحبائهم وأصدقائهم، ودمجهم ضمن بعض المعارضين الوطنيين وهم قلة، لاستكمال الصورة النمطية التي لم ولن تنتج حلاً ممكناً قابلاً للتعايش أو التطبيق والديمومة، أو حتى حلا يمكن أن يكون خطوطاً ومعالم لخريطة طريق للخروج من الأزمة.

استبعاد شخصيات وطنية فاعلة، سواء ممن شارك أو يؤمن بحراك فبراير (شباط) (2011) غير المسلح، أو حتى من لا يزال متمسكاً بحراك سبتمبر (أيلول) (1969) غير المسلح ضمن قائمة الخمسين، رغم اعتذار بعض ممن تم اختيارهم من الشخصيات، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول من شكل اللجنة ومن اختار أعضاءها، فاللجنة لم يعلن عنها سوى الجهة المنظمة وهو مركز «جان هنري دونانت» المشار إليه، ليبقى من اختار المدعوين للحوار مجهول الهوية، والذي من الواضح أنه لم يكن بالمطلق يسعى لحلحلة الأزمة، بل كان يخلط الأوراق لاستمرار الصراع وانتعاشه بإعادة إنتاج هذه الشخصيات الجدلية، ضمن جوقة عبث تسمى لجنة حوار.
حوار جنيف بشخصيات جدلية بعضها متهم بالإرهاب، بل وصدرت في حقه مذكرات ملاحقة دولية ودعوتهم للحوار، يشبه ما قامت به قطر من استضافة قيادات طالبان التابعة لتنظيم القاعدة للحوار مع النشطاء المدنيين، فكان مجرد حرث في البحر لم ينبت حتى الزبد.

الأزمة الليبية التي تسعى العديد من الأطراف الدولية إلى استمرارها، يمكن حلّها عند إبعاد هذه الشخصيات الجدلية، وملاحقة المجرمين منهم، عبر محكمة الجنايات الدولية، والدعوة الجادة للنشطاء الوطنيين ومشايخ القبائل وأساتذة الجامعات والمجتمع المدني، إلى مؤتمر ليبي - ليبي جامع لا يحمل أي رؤى أو أجندات خارجية، ولا أي رؤية مؤدلجة مثل التي تحملها جماعات الإسلام السياسي من إخوان وقاعدة، والدعوة إلى انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بشكل مباشر، وإلا ستصبح الأزمة الليبية في دوران مستمر وترحيل واستمرار وإطالة لعمرها، طالما لا تزال الدول ذات المصلحة سباقة في إعادة إنتاج هذه الشخصيات، وفرضها ضمن قائمة أي حوار ليبي، في حين هي شخصيات لا تمثل الليبيين بل بعضها يمثل تنظيم الإخوان الدولي ودولة المرشد، وأخرى تبايع تنظيم القاعدة وتجاهر بهذا، ولها صلات مباشرة معه، وجميعها لا تؤمن بجغرافيا الدولة الوطنية ولا بحقوق المواطنة للجميع.

ليبيا الآن يهيمن على عاصمتها الإسلام السياسي بالقوة المسلحة المدعومة من قطر وتركيا، وهم لا يمثلون إلا جزءاً يسيراً جداً من الليبيين، وإذا ما كانت هناك انتخابات نزيهة ومراقبة دولية لها، فسيكون مصيرهم الهزيمة الساحقة، وستعود بعد ذلك ليبيا إلى أهلها.

 

عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الليبية وسياسة الترحيل الأزمة الليبية وسياسة الترحيل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon