بقلم - د. جبريل العبيدي
الهجوم المكرر على الهلال النفطي عشية عيد الفطر المبارك، جاء هذه المرة بعد هزيمة نكراء تعرضت لها ميليشيات «الإسلام السياسي» في شرق ليبيا بأكمله، وخسارتها لموطئ قدم كانت تراهن عليه في أي تسوية سياسية، فتم التخطيط والتمويل للهجوم من الدوحة وفقاً لتصريحات الجيش الوطني الليبي، ومباركة بفتاوى ضالة من المفتي المعزول، والتنفيذ في الصحراء الليبية، من خلال تزويد مجموعة من ميليشيات «الإسلام السياسي» المتحالفة مع ميليشيات المعارضة التشادية بالسلاح والعتاد، مع بقايا الإرهابيين الفارين من بنغازي ودرنة لخوض معركة تدمير البنية التحتية للنفط، تحت قيادة التنظيم الشرس لـ«الإخوان المسلمين»، لتعطيل عملية تسوية سياسية يكون فيها هؤلاء خارج التسوية. وقد يكون ما جمع هؤلاء المطاريد هو حاجتهم للمال والنفوذ المفقود، خاصة بعد الانتصارات التي حققها الجيش الليبي، ودحر هذه الجماعات الإرهابية التي كانت تحتمي بالسكان المحليين خلف الأطفال والنساء كعادتها، وارتداء عناصرها الخمر وجلابيب النساء للفرار، مستغلين حشمة أفراد الجيش الليبي وحياءهم في في تعاملهم مع النسوة وتركهن يغادرن دون تفتيش، أو حتى تدقيق هويات ثبوتية، الأمر الذي استغله جبناء تنظيم القاعدة للفرار من درنة، واللحاق بصفوف المهاجمين على الموانئ والحقول النفطية.
الميليشيات المهاجمة تتشكل من ميليشيات «سرايا بنغازي» الإرهابية التي تدين بالولاء للمفتي المعزول وتشكلت من مجموعة من الإرهابيين الذين تم طردهم من بنغازي، ودعمتهم قطر عبر ميليشيات من مصراتة،
وبعد أن طردوا من داخل مصراتة، إثر فك الارتباط العلني معها وبقاء الارتباط السري، وبعد أن تقطعت بهم السبل في الصحراء تحالفت مع باقي الفارين والهاربين بمختلف مشاربهم، حتى جمعتهم فلول «داعش» وبقايا تنظيم القاعدة ومطاريد الدروع الإخوانية وميليشيات المعارضة التشادية التي تسكن الصحراء الليبية، مستغلة سقوط الدولة.
هؤلاء جمعتهم أموال بيت الأفاعي الدوحة للهجوم على الموانئ النفطية عشية عيد الفطر المبارك، في محاولة بائسة لتعطيل الجيش عن تحرير درنة، والقضاء على الإرهابيين، وفي محاولة يائسة أيضاً للحصول على ورقة ضغط فوجدت لصاً سابقاً كان سجيناً في عهد القذافي بتهمة سرقة السيارات، ثم شكل ميليشيا فور سقوط الدولة في فبراير (شباط) 2011. هذا اللص هو إبراهيم الجضران الذي جمع الإرهابيين واللصوص من حوله، وأغلق حقول النفط ثلاث سنوات، مستفيداً من الوضع القبلي للمنطقة في منطقة الهلال النفطي، وتحالف مع الإرهابي أبو طلحة الحسناوي أحد قادة تنظيم القاعدة في ليبيا وسوريا، كما تعاونت ميليشيات سرايا «الدفاع عن بنغازي» الإرهابية مع مجموعة من الضباط المفصولين من الخدمة العسكرية.
وهكذا تجمع الهاربون والمطاريد لتجمعهم قطر عبر عملائها في ليبيا من الإخوان والمقاتلة والنفعيين.
الهجوم على الهلال النفطي لقي إدانة واسعة من الأمم المتحدة التي قالت بعثتها عن الهجوم إن «هذا التصعيد الخطير في منطقة الهلال النفطي، يعرّض اقتصاد ليبيا للخطر، ويهدّد بإشعال مواجهة واسعة النطاق في البلاد»، وكذلك أدانت الدول والسفارات الأوروبية الهجوم الإرهابي، حيث صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالقول إن المهاجمين مجموعة من المتطرفين لا بد من ملاحقتهم ومعاقبتهم.
وأدان السراج الهجوم قائلا: «إن العمل يهدد الأمن والاستقرار ويشعل الفتنة» واعتبره تصعيداً «قد يتسبب في حرب أهلية»، وهذه قراءة خاطئة للمشهد لكون المهاجمين لا ينتمون لمدينة أو منطقة واحدة، بل تنوعت مدنهم وقبائلهم وجمعتهم آيديولوجيا «الإسلام السياسي».
الغريب أن هذه الدول وعلى رأسها قطر بيت الإخوان المسلمين، ترغب في تدمير ثروة الشعب الليبي قبل أن ينهض من عثرته، لأنه إذا نهض سيعاقب قطر شر عقاب، على ما اقترفته ضده من أعمال إجرامية، عبر هذه السنين، فهذه الهجومات المتكررة على الهلال النفطي الهدف منها استيلاء التنظيم الشرير الإخوان المسلمين على مصادر قوت الشعب الليبي ليكون ضمن خزينة التنظيم الشرس، ليعيث فساداً بهذا المال في كل الأقطار العربية. هذا هو الغرض من الهجوم الذي تسبب في خسائر كبيرة في صناعة النفط، وفق تقديرات المؤسسة الوطنية للنفط.
فعلى كل الدول المعنية بأمنها أن تساعد الجيش الوطني، من أجل قطع دابر هذه التنظيمات التي يقودها الإخوان المسلمون ويدعمونها بالمال والسلاح والإعلام.
نقلا عن الشرق الاوسط
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع