توقيت القاهرة المحلي 10:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة البابا... رسالة تآخٍ وطمأنة وتضامن

  مصر اليوم -

زيارة البابا رسالة تآخٍ وطمأنة وتضامن

بقلم: د. جبريل العبيدي

«جئتكم حاجاً» قالها البابا فرنسيس في رسالته التي شعارها «نحن جميعا إخوة»، والصلاة في مدينة أور العراقية، مدينة أبي الأنبياء إبراهيم، حيث سيصلي البابا، ومسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام، ولهذا هي رسالة يحاول البابا فرنسيس إيصالها للعالم ولأتباع الديانات السماوية الثلاث الموحدين، الذين يجمعهم النبي إبراهيم عليه السلام.
البابا فرنسيس الذي قال: «آتيكم حاجاً تائباً لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة، بعد سنين الحرب والإرهاب»؛ ومدينة أور العراقية أرض النبي إبراهيم، التي رفض أن يعبد أهلها الأصنام من دون الله وخرج منها مبشراً، هي المدينة التي لم تصلها الكهرباء والخدمات الأساسية منذ ستة آلاف عام حتى زيارة البابا فرنسيس، مما يؤكد حجم المعاناة التي يكابدها سكان العراق من فشل الحكومات المتعاقبة على مفاتيح خزائن البترول العراقي، في تقديم الخدمات الأساسية للسكان إلا حين تفاجأ بزيارة بهذا الحجم الكبير، فترصف وتعبّد الطرق، وتصل أسلاك الكهرباء، وتطلى الجدران، وتنظف الشوارع، وتضاء في أيام ثلاثة، وهي الغائبة لسنين طوال عن أجندة الحكومات المتعاقبة على حكم العراق.
زيارة البابا جاءت في التوقيت الحرج والمحرج، فرغم تقدم البابا في السن وتفشي جائحة «كورونا»، والمخاطر الأمنية، والصواريخ، والقذائف العشوائية التي تمطر المطارات والقواعد والأماكن الحساسة في العراق، إلا أنه أصرَّ على تنفيذ الزيارة المؤجلة لعشرين عاماً منذ سلفه البابا يوحنا بولس الثاني.
زيارة البابا، وإن كان من أسبابها الرئيسية تسليط الضوء على معاناة الأقلية المسيحية، إلا أنها ستنعكس أيضاً على معاناة العراقيين عامة، وستسلط الضوء على العراق البلد المنكوب منذ الاجتياح الأميركي عام 2003، وإطلاق يد إيران وميليشياتها في حاضرة الرشيد، ومهد الخلافة العباسية وحضارة الرافدين.
البابا سيلتقي المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في محاولة لإرساء حالة توازن في لقاءاته مع طوائف المسلمين، فهو سبق أن التقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر (المرجعية السنية) في القاهرة وفي دولة الإمارات العربية، حيث وقع «اتفاقية التآخي».
ومن أهداف الزيارة هي محاولة طمأنة للمسيحيين في العراق، الذين تتنوع طوائفهم بين الكلدان الكاثوليك، الطائفة الأكبر في العراق، يليهم الأشوريون، ثم الأرمن، الذين فرت أعداد كبيرة منهم خارج العراق طلباً للهجرة ولقمة العيش، حتى قبل سيطرة «داعش» على مناطق واسعة من العراق، وإن كان الاضطهاد «الداعشي» لم يكن حكراً على المسيحيين، بل إن من قتلهم هذا التنظيم الإرهابي من المسلمين تحت ذريعة المرتدين، يفوقون أعداد من قتلتهم «داعش» من المسيحيين.
لا شك أنَّ الزيارة يحسب لها الشجاعة في التوقيت والمكان، وتعكس الروح الإيجابية التي يتمتع بها البابا الحالي فرنسيس، وروح التآخي والتعايش ونبذ التصادم بين الديانات والحضارات.
زيارة البابا فرنسيس للعراق مهد الحضارة العربية والإسلامية وحاضرة الخلافة هي رسالة مصالحة وتآخٍ مع المسلمين وطمأنة وتضامن مع المسيحيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة البابا رسالة تآخٍ وطمأنة وتضامن زيارة البابا رسالة تآخٍ وطمأنة وتضامن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon