توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة اليمن السعيد

  مصر اليوم -

عودة اليمن السعيد

بقلم - جبريل العبيدي

بتشكيل مجلس رئاسي جديد في اليمن ستكون هناك انفراجة في حل الأزمة السياسية اليمنية، خصوصاً بين صفوف المعسكر المعادي للمتمردين الحوثيين، فهل حانت ساعة عودة اليمن السعيد، بعد زمن الحروب الأهلية والقتال الشرس؟
اليمن سيعود سعيداً قريباً، بعد جهود عربية وبعد مفاوضات ماراثونية يمنية - يمنية جرت برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية، التي كانت ولا تزال حريصة على عودة الاستقرار في اليمن المنقسم داخله بين شمالي وجنوبي، وحوثي وغير حوثي، لسنوات طويلة خاض فيها اليمنيون حروباً أهلية كانت بعضها حروباً بالوكالة، كتلك التي خاضتها جماعة الحوثي.
تشكيل مجلس رئاسي يعد خطوة البداية لعهد سياسي جديد في اليمن، يمكنها تهيئة الظروف لوضع حد للاقتتال في اليمن، ودعم المفاوضات بين جميع الأطراف، خصوصاً بعد أن سلم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الخميس، صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي.
إعلان الرئيس هادي جاء فيه: «ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وأفوض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».
المجلس الرئاسي المشكل من أربعة من شمال اليمن وأربعة من الجنوب، لن يكون كياناً رمزياً، بل سيدير الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً، بل إن المجلس الرئاسي يضم شخصيات فاعلة على الأرض، منها رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي، ويضم أيضاً طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، مما سيشكل قدرة كبيرة للمجلس في السيطرة على الأرض، وإنفاذ قرارات الحكومة في بلد بقي مشتتاً لسنوات طوال، علاوة على توحيد الصف أمام جبهة المتمردين الحوثيين.
المجلس الجديد، وفق بيان الرئيس هادي، مكلف «التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي»، فهل سيستطيع الحوثي فك الارتباط مع إيران، والدخول في مفاوضات مع القوى السياسية اليمنية الممثلة الآن في مجلس رئاسي ضم جميع القوى والأطراف السياسية من الشمال والجنوب اليمنيين بل حتى الانفصاليين؟ وهل يستطيع الحوثي مجابهة هذا التجمع والتحالف اليمني فيما لو استمر الحوثي في عناده المرتبط بأجندة النظام الإيراني؟ أعتقد أن الأمر أصبح صعباً على الحوثي الذي كان يستفيد من الفرقة والتشظي للقوى السياسية اليمنية، التي هي الآن موحدة ضمن مجلس رئاسي بالشراكة في إدارة البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً، مما سيقطع الطريق على الحوثي الذي كان يعيش على مستنقع الفرقة اليمنية اليمنية.
معاناة اليمن الطويلة لسنوات سببها جماعة الحوثي المتمردة، فهي التي أشعلت حرباً ضروساً منذ سنوات طوال، حتى قبل إنشاء التحالف العربي لاستعادة الشرعية والاستقرار لليمن.
بمجرد الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي اليمني لقي ترحيباً عربياً ودولياً، فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن ترحيبه بالقرار، واعتبره «تجسيداً للشرعية اليمنية». كما رحب كذلك الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بخطوة تشكيل المجلس الرئاسي اليمني.
ولنجاح عملية الاستقرار في اليمن، قررت المملكة العربية السعودية تقديم دعم اقتصادي بمبلغ ثلاثة مليارات دولار. كما دعت الرياض إلى عقد مؤتمر دولي لدعم الاقتصاد اليمني، بينما ستقدم الإمارات العربية مليار دولار لدعم الاستقرار اليمني. ورغم إعلان المتمردين الحوثيين رفضهم لتشكيل المجلس الرئاسي، إلا أن هذا المجلس يعد خطوة مهمة لتوحيد المعسكر ضد تمرد الحوثيين على الدولة، الأمر الذي لم يعد مقبولاً من جميع الأطراف اليمنية أن تكون هناك جماعة أو فصيل مسلح متمرد على الدولة الموحدة في مجلس رئاسي يضم جميع اليمنيين.
بتشكيل مجلس رئاسي في اليمن أصبح الحوثي أمام خيارين؛ فإما الدخول في مفاوضات والتخلي عن السلاح وفك الارتباط بالأجنبي، خصوصاً النظام الإيراني، والدخول في شراكة سياسية كباقي الأطراف اليمنية، أو مواجهة عسكرية خاسرة مع جميع اليمنيين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة اليمن السعيد عودة اليمن السعيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon