توقيت القاهرة المحلي 10:47:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب

  مصر اليوم -

تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب

بقلم - د. جبريل العبيدي

درنة المدينة الليبية الساحلية الجبلية الجميلة التي كانت تعاني منذ سنوات طوال من تبادل سيطرة تنظيمات الإسلام السياسي عليها من «الإخوان» و«القاعدة» و«داعش»، أصبحت اليوم محررة ودخلتها قوات الجيش الليبي وسط زغاريد الأهالي وتهليلهم، لتكذب سدنة الإرهاب المجاهرين بإنكار وجود «القاعدة» في المدينة، وانتشرت في أزقتها وشوارعها الأجهزة الشرطية لتنظيم الأمن ونشر الأمان المفقود منذ أن أعلن أحد قادة الإرهاب وميليشيات الإسلام السياسي أن درنة «إمارة إسلامية» في فبراير (شباط) 2011.

درنة المحررة اليوم تبادل على حكمها الغرباء من الجزراوي والشيشاني وأبو عبد الله المصري والبغدادي وعمر رفاعي سرور، وهو ضابط مصري سابق، الذي يعد حلقة الوصل بين المصري أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة والجزائري مختار بلمختار زعيم تنظيم «القاعدة في أفريقيا»، مع شريكه المصري هشام عشماوي مؤسس تنظيم «مرابطون» وساري المصري وأبو حمزة التونسي وأبو عبيدة التونسي وأبو عمر التونسي، وسفيان إبراهيم بن قمو المعروف بـ«أبو فارس الليبي»، وهو سجين ليبي سابق في معتقل غوانتانامو، ويعتبر مؤسس تنظيم شورى درنة الإرهابي، وهو تحالف لعدد من الميليشيات، ضمّ جماعة من «أنصار الشريعة» التي صنفها مجلس الأمن على لائحة الإرهاب، إضافة إلى كتيبة «جيش الإسلام» وكتيبة «شهداء بوسليم»، حيث بقيت المدينة لأكثر من سبع سنين عجاف يغاث الناس فيها ويذوقون ويلات العذاب، إذ كان الرجال يفتك بهم أمام ذويهم في مشاهد دموية.

درنة المدينة الليبية التي احتضنها الجبل الأخضر بتضاريسه المعقدة ولفّها البحر الأبيض المتوسط بحزم شاطئه حتى أصبحت من أجمل المنتجعات الطبيعية في العالم وأكثرها روعة، تعود اليوم بعد تحريرها إلى حضن الوطن، لتمارس نشاطها الثقافي والحضاري الذي اشتهرت به وتستكمل مسيرة التعايش المجتمعي الذي تميزت به، حيث جمعت فسيفساء وطنية من مختلف المدن والمناطق الليبية منذ أن جاءوا إليها من المنطقة الغربية.

درنة تخلصت من الإرهاب والإرهابيين الذين كانوا يستوطنون درنة محمية لهم لكون تضاريسها الطبيعية تجعلها محمية من أي اقتحام يمكن أن يتم من الخارج، ولكن نظراً لوفرة المياه والفواكه في وديان الجبل أصبحت أماكن آمنة ومحمية بها الماء والطعام مكنت الإرهابيين من الاختباء فيها لسنوات، ولهذا كان اختيار درنة مخبأ لمطاريد العالم من الإرهابيين من قبل تنظيم «الإخوان» لاستخدامهم في أغراضه الخبيثة، بعد أن تستر عليهم وأنكر وجودهم لسنوات طوال.

تحرير درنة يعتبر إنجازاً عسكرياً كبيراً ونقلة نوعية في ملف الإرهاب العالمي، لأن مطاريد العالم من الإرهابيين كانوا يختبئون في درنة، التي كثيراً ما تباكى عليها أنصار الإرهاب حد المجاهرة بالبكاء أمام مكاتب الأمم المتحدة في مدن وعواصم العالم، والواقع أنهم يتباكون على غلمان وصبيان الظواهري والبغدادي.

تحرير درنة هو بمثابة التخلص من بؤرة عمليات إرهابية عالمية، حيث كانت تدار عمليات إرهابية تجري خارج الأراضي الليبية، ومنها ما كان يجري في سيناء المصرية، بل إن كثيراً من الانتحاريين في العراق وسوريا كانوا قد تدربوا وانطلقوا من درنة.

تحرير الجيش الليبي لمدينة درنة من قبضة الإرهابيين ستكون له تداعيات كبيرة، وأثر كبير في البنية التحتية للتنظيمات الإرهابية، حيث يعتبر بمثابة قطع يد كانت تطول كثيراً من الأهداف، ليس داخل ليبيا بل خارجها أيضاً.

هي درنة التي استشهد من أجل تحريرها مئات الجنود الليبيين لتحريرها من مطاريد «القاعدة» و«داعش»، ولا يمكن لها أن تعود حاضنة للإرهابيين، كما فعل بها تنظيم «الإخوان» المفسدين في الماضي.

وها هو الجيش الوطني يبسط سيطرته الكاملة على المنطقة الشرقية بعد أن نظفها من هؤلاء الشياطين الذين قبلوا حياة الناس إلى جحيم، وسينطلق الجيش إلى حدود بني وليد للمساعدة في طرد بقية الإرهابيين القتلة.

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب تحرير درنة الليبية ضربة قاصمة للإرهاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon