بقلم - عباس الطرايلي
مازلت أقول إن صحراءنا الغربية هى كنز الخير القادم لمصر.. وإذا كانت صحراؤنا الشرقية شهدت تفجر البترول من منطقة جمسة فى أوائل القرن الماضى فإن الصحراء الغربية تحمل لنا خيرات عظيمة.. سواء من البترول أو الغاز، وهى أشهر طاقة عرفها العالم، بعد عصر الفحم.. ثم من الطاقة الشمسية - وهى طاقة الغد التى لا تنفد - ويكفى أن أوروبا تخطط لبناء محطات لهذه الطاقة الشمسية فى كل صحراء شمال أفريقيا ثم تقوم بنقلها عبر البحر المتوسط إلى أوروبا لتدير وتنير أوروبا كلها.. وحتى إذا كان البترول والغاز طاقة فى طريقها للنهاية.. فإن الشمس طاقة مستمرة ودائمة، بل يرتبط عمرها بعمر الحياة على كوكب الأرض كله.. وتلك قضية أخرى يجب أن نضعها فى حساباتنا.ولكننى أرى اهتماماً فوق العادى بالبحث عن البترول فى هذه الصحراء.. بل أرى وزير بترول مصر الآن المهندس طارق الملا يراهن على هذه الصحراء فى البحث عن البترول.
فى أوائل الستينيات.. حقيقة لم تعطنا هذه الصحراء ما أعطته من بترول فى ليبيا بجوارنا - ولكن مازال فيها ما يعطينا.
وربما يشجع ارتفاع سعر البترول الآن شركات البترول العالمية فى الإقبال على البحث عن البترول والغاز، وإذا كنا زمان قد أغلقنا معظم الآبار التى أعطتنا بدايات البترول هناك، عندما كان سعر البترول قليلاً فإن ارتفاع السعر الآن يغرى على إعادة الحفر والبحث والاستكشاف.. ودليلنا ما نراه هذه الأيام.. إذ ها هى شركة أباتشى العالمية تبحث مع وزير بترول مصر تكثيف عملياتها للبحث فى هذه الصحراء.. وبعد ساعات يبحث الوزير مع مسؤولى شركة أبيكس وبلوووتر حفر آبار جديدة جنوب مليحة وغرب بدر الدين.. بما يحمل آمالاً طيبة.
نقول ذلك بعد أن سحبنا معظم رصيدنا البترولى من خليج السويس، الذى سرقته إسرائيل خلال احتلالها سيناء، أى أن وزير بترول مصر يؤمن معى بأن الصحراء الغربية يمكن أن تعطينا ما يعوض ما تم سحبه من حقول سيناء والبحر الأحمر.
وأكاد أرى إصرار المهندس الملا فى ضرورة تكثيف الأعمال فى الصحراء الغربية لكى يعيد إليها العمل الذى توقف سنوات عديدة بسبب انخفاض حجم إنتاجنا من هذه الصحراء.. بل أكاد أرى أن الوزير يربط اسمه، ومستقبله، بما يحتمل أن تعطينا هذه الصحراء من بترول وغاز، ولن نتكلف كثيراً والسبب توافر وتواجد بنية تحتية هناك من خطوط أنابيب ومعدات تجميع وتخزين.. وأيضاً تصدير.
■ ■ وبذلك سوف نكتفى قريباً من زيت البترول اللازم لتشغيل معامل التكرير المصرية التى تعمل الآن بالبترول المستورد.. وأحلم - فعلاً - بالعثور على البترول ولو بكميات صغيرة.. ولكن سعر البترول الآن يشجع على العمل.. وهذا ما دفع الوزارة لإعادة طرح هذه المناطق وغيرها على الشركات العالمية.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع