بقلم - عباس الطرايلي
نهتم كثيرًا بالمحافظة على ما بقى من آثارنا الفرعونية والإسلامية.. وكلها أصبحت أطلالًا.. إلا مساجدنا في العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية وبعض البيوت ذات التاريخ، مثل المسافر خانة التي ولد فيها الخديو إسماعيل، وزينب خاتون، والكريتلية.. ولكننا نتجاهل أحيانًا ما ظل تحت أيدينا من قصور ومبان تاريخية.. وما أكثرها.
وإذا كانت رئاسة الجمهورية قامت بجهد مشكور في ترميم وتجديد الكثير من القصور، في مقدمتها: عابدين والقبة ومحمد على في شبرا، ورأس التين والاتحادية والمنتزه، وهنا لا ننكر دور الرئيس الأسبق حسنى مبارك والدكتور زكريا عزمى في إنقاذ كل هذه القصور، حتى إعادتها وكأنها ليلة افتتاحها أيام الذين بنوها من أسرة محمد على، مثل رأس التين، وعابدين أيام الخديو إسماعيل، وقصر القبة، وكذلك قصر الطاهرة.. ولكننى أشير إلى غيرها من القصور التي أحلم أن ينالها الترميم والتجديد لأنها وبكل صراحة تمثل عصر النهضة المعمارية التي عاشتها مصر طوال حكم أسرة محمد على، ولا ننسى دور فاروق حسنى عندما كان وزيرًا للثقافة ليس فقط في إنقاذه قصر محمد على بشبرا.. أو شارع المعز لدين الله.. ولن ننسى له ذلك.
مثلًا: قصر سكاكينى باشا، في حى الظاهر أو حى السكاكينى الذي حولناه إلى متحف صحى فترة حتى كاد يسقط!!، وإذا كان بعضها حولناه إلى مدارس مثل قصر الأمير سعيد حليم في شارع شامبليون بحى معروف الذي أصبح مقرًا للمدرسة الناصرية.
وإذا كانت وزارة الخارجية أنقذت قصر الأمير كمال الدين حسين، ابن السلطان حسين كامل، الذي أصبح مقرًا لوزارة الخارجية بجوار ميدان التحرير وحولته أخيرًا إلى متحف للدبلوماسية المصرية.. وتم إنقاذ قصر الأمير محمد على توفيق، أشهر ولى عهد في تاريخ الأسرة العلوية، في المنيل عندما تحول إلى متحف رائع.. إلا أن هناك قصورًا لم تمتد إليها يد الحماية، مثل قصر الأمير سعيد حليم في منطقة معروف وقصر إسماعيل المفتش في ميدان لاظوغلى الذي تحول زمان إلى مقر لوزارة المالية، ثم مقرًا لرئاسة الحكومة، وغيرها الكثير.
■ وفى الإسكندرية كثير من القصور، في مقدمتها قصر أنطونيادس الشهير سياسيًا ومعماريًا.. وقصر الأمير عمر طوسون «أمير الإسكندرية» وقصور الصفا والنزهة والسراية وزيزينيا ذلك القصر ذات المساحة الكبيرة على كورنيش الإسكندرية.. وإن أنقذنا أحدها عندما حولناه إلى متحف لمجوهرات الأسرة الحاكمة.. واعتبر قصر البارون إمبان في مصر الجديدة نموذجًا لإهمال قصورنا، وكل واحد منها تفخر به أي مدينة في العالم.
أنقذوا قصورنا.. وكلها قصور لها تاريخ!!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع