بقلم - عباس الطرابيلي
هى فعلاً مهمة ثلاثية أمام حكومة الدكتور مدبولى، رغم أنها بدأت عملها هى وكل الشعب بإجازة عن العمل.. وما أبرع شعبنا، عندما يموت فى الكسل.
المهمة الأولى هى بداية المشوار ببرنامج «قومى» للتقشف، فليس أمامنا لكى ننهض وننطلق إلا أن نحارب الإسراف «حكومة وشعباً» وأن نتظاهر بأننا أغنياء.. بينما الحكومة على وشك الإفلاس.. بشرط أن نكون جادين إذ ليس أمامنا إلا ذلك الطريق.
والمهمة الثانية هى استكمال تلك المشروعات القومية الكبرى.. حتى لا تثبت فى ذاكرتنا أن كل حكومة - وأى حكومة - مهمتها أن تنفذ مشروعاتها هى.. وتسدل الستار على كل ما قبلها من مشروعات.. والضمان هنا أن الرئيس السيسى يقود المسيرة بنفسه.. والويل لمن يخرج على هذا المسار.
والمهمة الثالثة هى أن تحارب الفساد بكل شراسة.. وربما عليها أن تطلق يد الأجهزة الرقابية - وفى مقدمتها - الرقابة الإدارية.. وأن تثبت للناس ألا أحد فوق المساءلة.. أو فوق الحساب.. وأن تنطلق فى مطاردة كبار المفسدين وألا تطول التحريات ولا التحقيقات، إلا إذا كان الهدف الوصول إلى كل الأطراف الفاسدة.
بهذه المهام الثلاث تحصل الحكومة على تأييد الشعب.. لكى يساهم الناس، كل الناس، فى برنامج التقشف الشامل، لكى نحقق خفضاً فيما ينفقه الشعب والحكومة معاً.. والمطلوب هنا - ولا تستهينوا - هو الوصول إلى خفض نفقاتنا بمقدار النصف: الشعب فيما ينفق ويسرف.. والحكومة فيما يصل إلى حد السفه الإنفاقى.. وأن يقول التاريخ عنا إن الشعب يريد فعلاً النهوض.. وإن الشعب يريد الانطلاق.. وأن تنتهى عبارة: إننا شعب غنى.. وحكومة فقيرة.
وعلينا أن نعترف: إننا نأكل «بالدين» ونشرب بالدين، ونركب بالدين.. بل ونعالج أيضاً بالدين.. وعودوا إلى أرقام الدين العام الداخلى.. والدين العام الخارجى، وأن يستمر برنامج التقشف الحكومى والشعبى لمدة ٥ سنوات على الأقل.. وأمامنا تجارب عالمية عظيمة أبرزها التجربة الصينية، إذ كان الناس هناك يأكلون أى شىء فوق الأرض، وتحت الأرض.. لكى يساهموا فى بناء الوطن، أو التجربة الكورية الجنوبية.. أو حتى تلك الدولة الصغيرة «سنغافورة» التى كانت مجرد محطة تموين للسفن العابرة.. حتى أصبحت من أغنى الدول وأعظم الشعوب.
ولا يعيب أن نذهب لندرس أسباب نجاح هذه الشعوب، فقد سبق أن أرسلوا البعثات إلينا - فى مصر - ليعرفوا سر نجاح التجربة المصرية «الرائدة» من أيام محمد على وأيام الخديو إسماعيل.
■ تلك هى المهمة التى أراها أولى بالرعاية.. وأولى بالتنفيذ حتى نعبر فعلاً ما نحن فيه الآن.. لأننا نريد - وفى فترات قصيرة - أن نحقق ما كان يجب أن ينفذ على مدى سنوات عديدة.
وسوف ننجح.. بشرط أن تبدأ الحكومة بنفسها.. وإذا تأكد الناس من جدية الحكومة.. فسوف ينطلقون ليساهموا.. وسوف ننجح إن شاء الله بإرادة شعبية.. وحكومية فى نفس الوقت، وشباب الحكومة قادرون على تحقيق المعجزة.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع