بقلم - عباس الطرايلي
بعد تقلص نفوذ الإخوان في تونس.. وبعد نهايتهم الوشيكة في سوريا، والأهم سقوطهم المدوى في مصر.. ثم ما يجرى الآن في السودان، واحتمال نهايتهم الوشيكة في السودان بعد حكم دام لهم هناك ٣٠ عاماً، عندما نجح تحالف عمر البشير مع الدكتور حسن الترابى في القفز إلى السلطة في يونيو ١٩٨٩.. بعد كل ذلك لم يعد أمام الإخوان إلا الجزائر.. التي شاخ فيها نظام الحكم كله، وليس بوتفليقة وحده.. من هنا فإن الجزائر تشهد هذه الساعات أخطر مراحل حياتها، منذ الاستقلال.. ولذلك أعتقد أن معركة الجزائر هي الفاصلة بين الإخوان والسلطة في الوطن العربى كله.. ولذلك تقف تركيا وتابعتها قطر مؤيدة تماماً لخطوات السيطرة على السلطة في الجزائر، وهى بذلك تهدد المغرب وموريتانيا في الغرب.. وتحاول الإبقاء على رجل الإخوان القوى في تونس.. راشد الغنوشى.
وقد لا يعرف أحد مصير الوضع في السودان حتى الآن.. ولكن البشائر مطمئنة، فالبداية طيبة، ومنها الإفراج عن كل المعتقلين الذين دفع بهم البشير إلى السجون والمعتقلات.. وهم كثيرون.. وطبعاً تعلمون أن حكم البشير «أو النذير» لم ينجح في شأن واحد من شؤون السودان: لا اقتصادياً.. ولا شعبياً.. ولا عرقياً.. ويكفى أنه تحت حكم البشير انفصل كل الجنوب عن الخرطوم وقامت دولة مستقلة في هذا الجنوب.. ومازالت النيران مشتعلة تحت الرماد، ليس فقط في دارفور- الذي كان يوماً سلطنة مستقلة- ولكن أيضاً في شرق السودان، بالذات في كسلا.. وأيضاً في كردفان.
وإذا كانت الجماعات المتأسلمة والانفصالية تكاد تفقد سطوتها بالذات منذ تقدم الجيش الوطنى الليبى لإعادة وحدة التراب الليبى وزحفه نحو العاصمة طرابلس.. فإن الخوف أن تندفع الميليشيات المتحاربة في ليبيا لتزحف نحو الجزائر غرباً لتخوض هذه المعركة الأخيرة هناك، بعد أن أجبر بوتفليقة على الانسحاب تحت الضغط الشعبى.
■■ وأغلب الظن أن بعض هذه القوات قد يندفع أيضاً إما إلى مصر شرقاً، أو إلى تونس الأقرب.. ولكن كل ذلك يعنى أن الإخوان يخوضون الآن معركتهم الأخيرة في السودان الذي دمروه تماماً.. كما دمروا الوطن الليبى واستنزفوا ثروته البترولية.
لذلك سوف تشهد الأيام القليلة المقبلة معركة الحياة أو الموت للإخوان في ليبيا.. وربما في السودان وعيون الكل الآن على الإخوان في تونس.. وكذلك في ليبيا.. وأتوقع حرباً شرسة في كل هذه المناطق.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع