توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر.. وعار الأمية!

  مصر اليوم -

مصر وعار الأمية

بقلم - عباس الطرايلي

عظيم جداً معركة التعليم التى يقودها الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم.. وهى معركة ليست مقصورة على الثانوية العامة.. ولكنها تغوص إلى ما بعد جذورها.. وأكاد أتهم كل من يحاول إجهاضها بالخيانة العظمى.

وأعتقد أن الكارثة تبدأ من أرقام الأمية فى مصر.. وهنا عندما نتذكر الأمية علينا تذكر أن وجود 18 مليون أمى مصرى هو قلب القضية التعليمية كلها.. وعلينا أن نغوص إلى أسباب التسرب من التعليم الابتدائى.. أى لماذا يهرب الطفل من المدرسة، حتى وإن كان بعضها راجعاً إلى رغبة الأب فى أن يعمل ابنه معه ليأتى بحصيلة مالية تساعده فى توفير احتياجات الأسرة كلها.. وطرف القضية الآخر هو أننا يجب أن نعترف بأنه حتى من أكمل الدراسة الابتدائية فإنه فى مقدمة الأميين.. لأنه لا يكاد يعرف القراءة أو الكتابة.

ويبدو أن الأمية أصبحت وباءً كامناً تحت ضلوع الإنسان المصرى، بدليل أننا عجزنا عن القضاء على هذه الأمية، وأتذكر أننى ومنذ وعيت القراءة والكتابة فى أوائل الأربعينيات كان كل رئيس وزراء يضع فى خطاب العرش الذى يلقيه أمام البرلمان عبارة غريبة عن مكافحة الفقر والجهل والمرض، حتى أصبحت هذه العبارة عبارة عن أكليشيه يضعه كل حاكم فى خطبه والتى يسعى إلى مواجهتها، ولكن للأسف لم نستطع علاج الفقر، كما يجب.. ولم نستطع محو الأمية ومازال المصرى يعانى من المرض.. فهل أصبحت الأمية من سمات المصريين أى مرض متوطن لا يفارقنا.

وسمعنا كل ذلك سواء فى العصر الملكى.. أو الجمهورى.. فهل نحتاج مشروعاً قومياً لمحو الأمية، ونتعجب أن كل ثوراتنا كانت «سياسية» أى من أجل الاستقلال حتى ثورة 30 يونيه.. كانت سياسية، ولم نسمع عن ثورة حقيقية للقضاء على الأمية.. فهل هذا هو المستحيل؟.

هنا تعالوا نتعلم من رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ لما تمكن من أسر بعض الكفار.. لم يطلب فدية مالية لإطلاق سراحهم.. بل قال لهم إن أى واحد متعلم منهم إذا استطاع محو أمية 10 من المسلمين أى علمهم القراءة والكتابة، فإنه سيقوم بإطلاق سراحه فوراً.. فقد أراد رسولنا الكريم أن يستفيد من المتعلمين من قريش ليقوموا بإزالة أمية المسلمين.

■ ■ هنا: لماذا لا نشترط من أى جامعى يبحث أو يطلب الوظيفة أن يقوم بمحو أمية 20 شاباً أو صبياً.. خلال 6 أشهر على الأكثر فإذا نجح فى ذلك.. حصل على الوظيفة.. سواء كانت حكومية أو قطاع خاص.

أيضاً: أليس حراماً أن تغلق المدارس أبوابها من بداية الإجازة السنوية إلى بدء الدراسة فى العام الجديد.. ولماذا لا تنظم فيها دورات لمحو الأمية بعضها صباحى.. وبعضها مسائى بالذات لمن يعمل منهم.. وإذا لم تكن المدة كافية للمحو.. نواصل المهمة فى المساء.. أى من الخامسة مساء إلى التاسعة مساء.. ويومياً إلى أن يتمكن كل رائد من تعليم العدد المطلوب منه.

نقول ذلك دون النظر لما يسمى هيئة محو الأمية وتعليم الكبار.. التى نهدر من خلالها إمكانيات مالية وبشرية هائلة دون عائد يذكر.

مطلوب ثورة تعليمية تبدأ بمحو الأمية.. ثورة حقيقية وليس مظهرية، فهل هذا صعب؟!.

نقلا عن المصرى اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وعار الأمية مصر وعار الأمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon