بقلم - عباس الطرايلي
رغم أن ما ظهر، حتى الآن، من نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية هو مجرد مؤشرات.. إلا أنها تحمل كثيراً من المعانى.. أبرزها زيادة نسبة الأصوات الباطلة فيمن ذهبوا إلى الصناديق، وأرى ذلك نوعاً من التعبير عن الرأى.. وهى أعلى نسبة للأصوات الباطلة فى تاريخ الانتخابات المصرية.. وهى تدور - فى المتوسط - حول 10٪ من الذين ذهبوا.. وإن كان بعضها قفز إلى 15٪.. لماذا؟!
هل هى بسبب ما قيل عن الغرامات المالية - لمن لا يصوت - وهو رقم يصل إلى 500 جنيه للفرد.. أم هى نوع من الرفض.. وأفضل كثيراً من البقاء ضمن «حزب الكنبة»، أم رغبة البعض فى أن يقولوا لا، ولكن بطريقة أخرى هى إبطال الصوت، والهدف هنا توصيل رسالة بأن هناك نسبة عالية - نوعاً ما - وغير متعودة لها رأى مغاير للأغلبية المصوتة.. ويلاحظ أن مدن السواحل هى صاحبة الأرقام الأعلى فى هذه الأصوات الباطلة.. وهى رسالة وصلت بالفعل.. وهى أفضل من الذين ظلوا «تحت البطاطين» ولم يخرجوا للتصويت.
نقطة أخرى، هى ارتفاع نسبة المصوتين، وربما هى الأعلى الآن من أى انتخابات سابقة.. وهى تتراوح فى الانتخابات الأخيرة بين 45٪ و52٪ بينما كانت لا تصل فى السابق إلى 30٪ كما كانت حكومات مصر تدعى قبل 25 يناير 2011، وسبب زيادة نسبة المصوتين تلك الحملة التى كانت تحث المصريين على الخروج والمشاركة حتى ولو بإبطال الصوت.. وهنا نتذكر أن نسبة المصوتين الحقيقيين فى أى انتخابات رئاسة كانت لا تصل إلى 10٪، أى أن الحملات الإعلانية أثمرت وكم نتمنى أن تزيد هذه النسبة تباعاً.. فهذا فى مصلحة الأمة.. وهذا بالتالى أثمر مشاركة أعلى.. حتى إن «المرشح» عبدالفتاح السيسى حصل - فى هذه الأرقام الأولية - على حوالى 23 مليون صوت من حوالى 25 مليوناً خرجوا للصناديق.. بنسبة متوسط حوالى 44٪ ممن لهم حق التصويت.
■■ وإذا كنا ننتظر الأرقام النهائية بعد ثلاثة أيام، إلا أننا يجب أن ندرس أسباب ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة.. وهى أعلى نسبة فى كل انتخاباتنا اللهم إلا إذا كان ذلك هو محاولة «القول برأى ثالث» وهى غير إبطال الصوت لجهل صاحبه.. بل هى - فى ظنى - نوع من التعبير عن الرأى.
■■ ثم.. لو كنت من رئاسة الجمهورية لطلبت فوراً دراسة ظاهرة المحافظات صاحبة هذه الأصوات الباطلة.. ولماذا.. وكيف يمكن معالجة ذلك، وليس فقط الاكتفاء بقراءة الأرقام ولكن بالنزول إلى الشوارع، ومعرفة رأى «الباطلين» على أرض الواقع.
■■ أيضاً، لابد من تشجيع الأحزاب الحقيقية على إعداد مرشحين للانتخابات المقبلة، إذ من العار أن يكون عندنا 104 أحزاب ولم نجد إلا فى اللحظة الأخيرة من فكّر «وغامر» فى النزول ومنافسة الرئيس السيسى.. فى انتخابات شبه محسومة، وإذا كان الرئيس حصل على حوالى 97٪ من الأصوات الصحيحة.. فلم يكن يضيره أن يحصل على 70٪، ومبروك للرئيس السيسى.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع