توقيت القاهرة المحلي 14:27:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كثافة الفصول.. أولاً

  مصر اليوم -

كثافة الفصول أولاً

بقلم - عباس الطرايلي

يكاد يجمع الخبراء والعلماء على أن كثافة الطلبة فى الفصول هى بيت الداء فى منظومة التعليم.. إذ كيف يفهم الطلبة دروسهم؟.. بل كيف يوصل الأستاذ معلوماته إلى الطلبة ويكاد صوته لا يصل إلى كل الطلبة؟.. ويقول البعض إن كثافة الطلبة فى بعض مدارس الجيزة يصل إلى ١٢٠ تلميذاً.. وأن متوسط عددهم- فى كثير من المدارس- يدور حول ٨٠ تلميذاً فى الفصل الواحد.. ويجمع هؤلاء على أن هذه الكثافة العالية هى المسؤولة عن انهيار التعليم عندنا، فلا الطالب قادر على استيعاب ما يقوله المدرس.. ولا الأستاذ قادر على توصيل معلوماته إلى الطلبة.

هذا الكلام يجرنا إلى ما تخصصه الدولة من أموال أو من ميزانيات للتعليم.. ويذكرنى أحد خبراء التعليم بأن حكومة الوفد الأخيرة «يناير ١٩٥٠ - يناير ١٩٥٢» كانت تخصص النسبة الأكبر من ميزانيتها للتعليم واحتياجاته.. وهنا أقول إن عدد الطلبة فى مدارسنا أيام هذه الحكومة كان يدور حول ٣٨ طالباً فقط فى الفصل الواحد.. ولذلك كان الأستاذ يعرف كل طالب باسمه.. ويكاد يعرف ظروفه.

إذن القضية- فى الأساس- هى قضية نقص عدد المدارس، وبالتالى الفصول، ولذلك علينا أن ننشئ الآلاف من الفصول بهدف الحد من مشكلة هذه الكثافة، وهنا نقول إن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى مئات الملايين من الجنيهات لبناء المزيد من الفصول.. وهذا هو نفس ما اتبعته الدول التى سعت إلى تحقيق معجزة نهضتها.. واقرأوا كتاب لى كوان يو، رجل سنغافورة المعجزة، عن دوره وفكره.. وأتذكر هنا ما قاله لى فؤاد سراج الدين- آخر باشوات مصر العظماء- عن أسلوب الدكتور طه حسين- وزير المعارف فى آخر حكومة وفدية- من أنه كان يدخل اجتماعات مجلس الوزراء حاملاً مشروعه النهضوى فى دوسيه.. ويحمل استقالته من الوزارة فى دوسيه آخر.. وكان يخيِّر الحكومة إما أن تنفذ مشروعه وإما عليها أن تقبل استقالته.. ومن هنا نجح فى تطبيق سياسة مقولته الشهيرة إن التعليم كالماء والهواء.

ويؤكد الخبراء أن كل ما يقال عن أفكار للنهوض بالتعليم لن تنجح إلا إذا بدأت بتخفيف كثافة الطلبة فى الفصول.. وربما يكون الحل هو باستخدام أسلوب مبانى الفصول بنظام «الحوائط سابقة التجهيز»، وهو نظام يسمح ببناء عشرات الفصول فى كل مدرسة فى وقت لا يتجاوز ثلاثة شهور.. وهذا هو المطلوب، ومصنع واحد فى الدلتا، وآخر فى الصعيد يكفيان لتنفيذ هذا المشروع.

■ وأعتقد أن وزير التربية والتعليم يعرف هذه الحقيقة.. ولكن هل تساعده الدولة بزيادة ميزانية التعليم وتخصص هذه الزيادة فى السنوات الأولى لبناء الفصول المطلوبة؟!، وهى البديل عن كارثة العصر المسماة «السناتر».. التى هى مركز الدروس الخصوصية.

خفضوا الكثافة.. تحصلوا على تعليم أكثر جودة.

نقلا عن المصرى اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثافة الفصول أولاً كثافة الفصول أولاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon