توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

بقلم-محمد بركات

من مفارقات القدر وربما تكون من سخرياته الباعثة علي الاندهاش والعجب في ذات الوقت، ذلك الذي يجري بين شركائنا الاوروبيين القابعين علي الجانب الآخر أو الشاطيء الشمالي للبحر المتوسط، الذي نسكن نحن علي شاطئه الجنوبي.

فقد مضت ثلاثة اسابيع والمحاولات لاتزال جارية، لمعالجة الأزمة التي اشتعلت بين فرنسا وايطاليا، في ظل ثورة الغضب التي اجتاحت الرئيس والحكومة الفرنسية، علي أثر اللقاءات التي جرت بين بعض المسئولين الايطاليين، وعدد من النشطاء والمحتجين الفرنسيين من اصحاب السترات الصفراء، الذين مازالوا يقومون بالتظاهر والاحتجاج في باريس وغيرها من المدن الفرنسية.
هذه اللقاءات دفعت الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون لإعلان غضبهم واستنكارهم لها قولا وفعلا، حيث اعلنوا رفضهم للتصرف الايطالي واعتبروه تدخلا غير مرغوب فيه بل مرفوض تماما في الشئون الداخلية الفرنسية،..، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تصاعد الغضب والاستنكار والرفض الفرنسي، ووصل الي حد استدعاء أو سحب السفير الفرنسي في ايطاليا للتشاور، وايضا استدعاء السفير الايطالي لوزارة الخارجية الفرنسية لإبلاغه غضب ورفض فرنسا لما جري.
ولم تفلح التبريرات الايطالية في معالجة الأمر أو امتصاص الغضب الفرنسي، الذي مازال مشتعلا ورافضا للتدخل الايطالي في الشئون الفرنسية، بمقابلتهم واستماعهم الي الناشطين والمحتجين أو المعارضين الفرنسيين.
المفارقة المثيرة للاندهاش والعجب هنا، هي ان فرنسا حكومة ورئيسا قامت بنفس الفعل عندنا خلال زيارة ماكرون الاخيرة للقاهرة، عندما اجتمع ماكرون ببعض من يطلقون علي انفسهم ناشطين حقوقيين واستمع إليهم،..، ولم يعتبروا ذلك تدخلا في الشئون الداخلية المصرية،..، في حين رفضهم واستنكارهم لذات الفعل عندما قامت به ايطاليا عندهم.
أليست هذه هي الصورة الفجة للمعايير المزدوجة، التي يتعامل بها الغرب بصفة عامة تجاه كل القضايا المتصلة بالآخر بصفة عامة، والعرب علي وجه الخصوص، تحت مسمي رعاية وحماية حقوق الإنسان؟!

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المزدوجة المعايير المزدوجة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon