توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

بقلم-محمد بركات

من مفارقات القدر وربما تكون من سخرياته الباعثة علي الاندهاش والعجب في ذات الوقت، ذلك الذي يجري بين شركائنا الاوروبيين القابعين علي الجانب الآخر أو الشاطيء الشمالي للبحر المتوسط، الذي نسكن نحن علي شاطئه الجنوبي.

فقد مضت ثلاثة اسابيع والمحاولات لاتزال جارية، لمعالجة الأزمة التي اشتعلت بين فرنسا وايطاليا، في ظل ثورة الغضب التي اجتاحت الرئيس والحكومة الفرنسية، علي أثر اللقاءات التي جرت بين بعض المسئولين الايطاليين، وعدد من النشطاء والمحتجين الفرنسيين من اصحاب السترات الصفراء، الذين مازالوا يقومون بالتظاهر والاحتجاج في باريس وغيرها من المدن الفرنسية.
هذه اللقاءات دفعت الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون لإعلان غضبهم واستنكارهم لها قولا وفعلا، حيث اعلنوا رفضهم للتصرف الايطالي واعتبروه تدخلا غير مرغوب فيه بل مرفوض تماما في الشئون الداخلية الفرنسية،..، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تصاعد الغضب والاستنكار والرفض الفرنسي، ووصل الي حد استدعاء أو سحب السفير الفرنسي في ايطاليا للتشاور، وايضا استدعاء السفير الايطالي لوزارة الخارجية الفرنسية لإبلاغه غضب ورفض فرنسا لما جري.
ولم تفلح التبريرات الايطالية في معالجة الأمر أو امتصاص الغضب الفرنسي، الذي مازال مشتعلا ورافضا للتدخل الايطالي في الشئون الفرنسية، بمقابلتهم واستماعهم الي الناشطين والمحتجين أو المعارضين الفرنسيين.
المفارقة المثيرة للاندهاش والعجب هنا، هي ان فرنسا حكومة ورئيسا قامت بنفس الفعل عندنا خلال زيارة ماكرون الاخيرة للقاهرة، عندما اجتمع ماكرون ببعض من يطلقون علي انفسهم ناشطين حقوقيين واستمع إليهم،..، ولم يعتبروا ذلك تدخلا في الشئون الداخلية المصرية،..، في حين رفضهم واستنكارهم لذات الفعل عندما قامت به ايطاليا عندهم.
أليست هذه هي الصورة الفجة للمعايير المزدوجة، التي يتعامل بها الغرب بصفة عامة تجاه كل القضايا المتصلة بالآخر بصفة عامة، والعرب علي وجه الخصوص، تحت مسمي رعاية وحماية حقوق الإنسان؟!

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المزدوجة المعايير المزدوجة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon