توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

  مصر اليوم -

المعايير المزدوجة

بقلم-محمد بركات

من مفارقات القدر وربما تكون من سخرياته الباعثة علي الاندهاش والعجب في ذات الوقت، ذلك الذي يجري بين شركائنا الاوروبيين القابعين علي الجانب الآخر أو الشاطيء الشمالي للبحر المتوسط، الذي نسكن نحن علي شاطئه الجنوبي.

فقد مضت ثلاثة اسابيع والمحاولات لاتزال جارية، لمعالجة الأزمة التي اشتعلت بين فرنسا وايطاليا، في ظل ثورة الغضب التي اجتاحت الرئيس والحكومة الفرنسية، علي أثر اللقاءات التي جرت بين بعض المسئولين الايطاليين، وعدد من النشطاء والمحتجين الفرنسيين من اصحاب السترات الصفراء، الذين مازالوا يقومون بالتظاهر والاحتجاج في باريس وغيرها من المدن الفرنسية.
هذه اللقاءات دفعت الحكومة الفرنسية والرئيس ماكرون لإعلان غضبهم واستنكارهم لها قولا وفعلا، حيث اعلنوا رفضهم للتصرف الايطالي واعتبروه تدخلا غير مرغوب فيه بل مرفوض تماما في الشئون الداخلية الفرنسية،..، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل تصاعد الغضب والاستنكار والرفض الفرنسي، ووصل الي حد استدعاء أو سحب السفير الفرنسي في ايطاليا للتشاور، وايضا استدعاء السفير الايطالي لوزارة الخارجية الفرنسية لإبلاغه غضب ورفض فرنسا لما جري.
ولم تفلح التبريرات الايطالية في معالجة الأمر أو امتصاص الغضب الفرنسي، الذي مازال مشتعلا ورافضا للتدخل الايطالي في الشئون الفرنسية، بمقابلتهم واستماعهم الي الناشطين والمحتجين أو المعارضين الفرنسيين.
المفارقة المثيرة للاندهاش والعجب هنا، هي ان فرنسا حكومة ورئيسا قامت بنفس الفعل عندنا خلال زيارة ماكرون الاخيرة للقاهرة، عندما اجتمع ماكرون ببعض من يطلقون علي انفسهم ناشطين حقوقيين واستمع إليهم،..، ولم يعتبروا ذلك تدخلا في الشئون الداخلية المصرية،..، في حين رفضهم واستنكارهم لذات الفعل عندما قامت به ايطاليا عندهم.
أليست هذه هي الصورة الفجة للمعايير المزدوجة، التي يتعامل بها الغرب بصفة عامة تجاه كل القضايا المتصلة بالآخر بصفة عامة، والعرب علي وجه الخصوص، تحت مسمي رعاية وحماية حقوق الإنسان؟!

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعايير المزدوجة المعايير المزدوجة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon