بقلم-محمد بركات
العالم يترقب ويتابع باندهاش كبير ما يجري في باريس وبقية المدن الفرنسية، من أحداث عنف لم تكن متوقعة من الكثيرين، وخاصة هؤلاء الذين تصوروا ان مظاهر العنف والشغب الاجتماعي، قاصرة علي الشعوب النامية ودول العالم الثالث فقط، أما الدول المتقدمة فهي معصومة منها.
وما شهدته وتشهده فرنسا حاليا وطوال الثلاث أسابيع الماضية في يوم السبت من كل أسبوع، يتشابه في كثير من مجرياته وأحداثه مع أحداث أخري اجتاحت منطقتنا منذ سنوات، وأدت إلي ما لا تحمد عقباه،..، وهو ما يدفع للتساؤل حول ما إذا كنا أمام خريف أوروبي محمل بالعنف والحرق والتخريب، علي ذات النسق الذي كان عليه الربيع العربي،..، وذلك ما لا نرجوه لفرنسا أو غيرها.
وكانت المدن والشوارع الفرنسية وفي مقدمتها العاصمة باريس، قد تحولت يوم السبت الماضي، إلي ساحة حرب ومواجهات عنيفة بين الشرطة ومتظاهري »السترات الصفراء»، الذين خرجوا للاحتجاج علي زيادة الضرائب والرسوم وارتفاع أسعار المحروقات، ولكنهم انحرفوا إلي العنف والتدمير والحرق.
الرئيس الفرنسي أعلن انه لن يتراجع عما قرره من زيادة في الضرائب والرسوم، وأكد انها ضرورة للإصلاح الاقتصادي ولتدبير موارد مالية لازمة لإقامة محطات للطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد علي البترول الذي لا تملكه فرنسا.
ورئيس الوزراء أعلن أن الحكومة تبحث إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، لمواجهة موجات الفوضي والعنف التي اجتاحت باريس وغيرها من المدن تحت مظلة مظاهرات »السترات الصفراء».
ووزير الداخلية الفرنسي أعلن أن وراء العنف والحرائق والنهب والسلب والتدمير، مجموعة من البلطجية والمجرمين ومثيري الشغب اندست وسط المتظاهرين، وان هناك استغلالا لحركة المحتجين من جانب أحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف أيضا.
وفي ذات الوقت أعلن المحتجون المطالبة بتنحي أو استقالة الرئيس الفرنسي »ماكرون» والحكومة ثمنا لوقف الاحتجاجات.
ما أشبه اليوم بالبارحة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع