بقلم-محمد بركات
المتابع للتطورات الأخيرة علي الساحة السورية في ظل الموقف الامريكي المتقلب في كل يوم، يلفت انتباهه بالتأكيد ذلك التناقص بين ما تعلنه الادارة الامريكية، وما تقوم به علي أرض الواقع من أفعال مثيرة للجدل، تشير الي غموض الموقف الامريكي تجاه مستقبل سوريا، وتؤكد عكس ما تعلنه عن رغبتها في انهاء الأزمة السورية، وسعيها للتهدئة وعودة الاستقرار.
ففي الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة قرارها المفاجيء بالانسحاب العاجل لقواتها من سوريا، وذلك بسبب اتمامها لمهمتها، وتحقيقها لأهدافها في مواجهة الارهاب والقضاء علي »داعش» والجماعات الارهابية،..، من وجهة نظرها.
ولم يمضي علي ذلك القرار الرئاسي عدة أيام قلائل، حتي اعلنت أمريكا أنها غير متعجلة في الانسحاب، وأن الانسحاب لن يكون سريعا ولا فوريا، بل علي فترات، ولن يتم قبل التأكد من توفير الحماية اللازمة للقوات الكردية المتحالفة معها في سوريا، والتي خاضت الحرب بالوكالة عن امريكا هناك.
واعلنت في ذات الوقت انها اتفقت مع تركيا استكمال الحرب علي الارهاب والقضاء علي »داعش» في سوريا، متجاهلة الأطماع التركية التاريخية في الشمال السوري، ومتجاهلة ايضا ان تركيا واردوغان بالذات الوكيل المعتمد للارهاب والجماعات الارهابية في سوريا، بل في المنطقة العربية كلها، وانه هو الذي يمدهم بالسلاح والتدريب والايواء.
وبغض النظر عن المواقف الدرامية والمسرحية التي نراها في العلاقة بين ترامب واردوغان، والتي تتفاوت في كل يوم ما بين الاتفاق والاختلاف والرضي والغضب، تبقي الحقيقة علي أرض الواقع تدعونا للتوقف بالانتباه والحذر، أمام ماجري خلال اتصالاتهما الهاتفية الأخيرة، خاصة ما قاله ترامب لأردوغان بعد اعلانه الانسحاب من سوريا،..، »انني أترك سوريا كلها لك».
أحسب أن علينا أن نتأمل في هذا القول جيدا جدا.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع