بقلم-محمد بركات
أحسب أنه لا خلاف بيننا جميعاً علي الأثر الكبير للاعلام وأجهزته ومؤسساته المختلفة والمتنوعة علي جميع المجتمعات، وما يمكنه أن يدفع بها للأمام علي طريق الحداثة والتطور وحرية الرأي وترسيخ الممارسة الديمقراطية، إذا ما قام بدوره الإيجابي والصحيح في تنوير الوعي الاجتماعي والثقافي، وإعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية العامة.
ومن المؤكد أن للاعلام أثراً سلبياً، إذا ما أخطأ الطريق وتحول إلي أداة للاثارة والبلبلة لدي الرأي العام، وساهم بسوء القصد أو قلة الوعي والخبرة والافتقار إلي المهنية، في زرع الفتن وهدم القيم والدعوة للجهالة والتخلف.
ويتعاظم دور الإعلام وتتسع دائرة تأثيره بالإيجاب أو السلب، في المراحل الانتقالية من حياة الشعوب والدول، في ظل السيولة الاجتماعية السائدة في تلك المراحل، وما تتصف به الشعوب المعايشة لهذه الحالة من حساسية خاصة، واستنفار عام في المشاعر وحدة في ردود الأفعال.
من هنا كان من الضروري أن يتوافر للقائمين علي هذه المهنة والمتصدين للعمل الاعلامي، قدر مناسب من العلم والثقافة والمعرفة الموسوعية العامة، بما يتيح لهم الوعي الدائم والصحيح بأهمية وخطورة المهمة الملقاة علي عاتقهم، وحدود الدور والواجب المسند إليهم، وبما يجعلهم مدركين لعظم هذا الواجب وتلك المسئولية، وانعكاساته المتوقعة بالإيجاب أو السلب علي عموم الناس وخاصتهم.
ويتطلب ذلك بجانب الإلمام الثقافي الواسع، فهما مجتمعياً عميقاً.
ورؤية موضوعية شاملة، ومتابعة واعية لمجمل الأحداث والوقائع والقضايا المطروحة والجارية علي الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية، بما يعطيهم القدرة علي متابعة وفهم واستيعاب مشاغل وهموم المجتمع والناس.
وفي ذلك علي الاعلامي أن يدرك ويعي أنه رسول للتنوير والتطور والحداثة، وداعية للسلام الاجتماعي ومنبر للاصلاح الاجتماعي والارتقاء بالحس الوطني والوعي الثقافي والقيم السماوية والمبادئ الإنسانية العامة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع