بقلم-محمد بركات
دون تهويل أو تهوين فيما جري في محطة مصر للسكك الحديدية أول أمس، نستطيع القول بكل الصراحة والوضوح، أن المتأمل الموضوعي للحادث المأساوي، يدرك أن الكوارث عندنا تمر كلها دائما عبر نفق مظلم يعلمه الجميع، وهو نفق الاهمال والتسيب وغيبة الانضباط، وغياب الالتزام بالقواعد المعمول بها والمتفق عليها، سواء كانت القواعد المنظمة للعمل بصفة عامة، أو تلك القواعد الخاصة بالأمان والسلامة المهنية.
والمؤسف والمؤلم أيضا، أن الحقيقة الواضحة والمؤكدة ، في غالبية ان لم يكن كل الحوادث الدامية والنكبات الجسيمة، التي تقع في هيئة السكك الحديدية، هي انها تحدث كنتيجة مباشرة للإهمال والتسيب، والاستهانة بقواعد الأمان واجراءات السلامة الضرورية واللازمة للحركة والسير علي القضبان وكذلك في المحطات.
وفي ظل هذه الحقيقة المؤسفة تتنوع وتتعدد الأسباب المباشرة للكوارث الدامية، التي يتكرر وقوعها عدة مرات علي فترات متقاربة، ويسقط الضحايا الأبرياء ما بين شهيد ومصاب، نتيجة الأخطاء البشرية الفادحة والقاتلة التي تعود إلي الإهمال الشديد والتسيب الجسيم المستشري في هذا المرفق، والذي أدي إلي ما نراه الآن من غياب للكفاءة والانضباط، وعجز عن الالتزام بقواعد الأمن والسلامة الواجبين للحفاظ علي أرواح المواطنين وسلامة الركاب.
وفي إطار المصارحة الواجبة أقول بوضوح،...، إن الإهمال والتسيب وغيبة الانضباط ليسوا هم فقط المسئولين عن الكارثة الأخيرة، التي راح ضحيتها العديد من المواطنين لحظة اصطدام »الجرار» بالرصيف رقم »ستة» بالمحطة وانفجار خزان الوقود،...، بل هناك سبب آخر أكثر بشاعة وسوءا من هؤلاء جميعا وهو غيبة الضمير
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع