بقلم: محمد بركات
في مؤتمرات »مكة المكرمة» كانت مصر واضحة كل الوضوح وصريحة كل الصراحة، في توصيفها الدقيق للحالة العربية الراهنة، في ظل التهديدات الخطيرة وغير المسبوقة التي تواجه الأمن القومي العربي، وما يتطلبه ذلك من رؤية وفعل وتحرك، علي قدر كبير من الوعي والحكمة والحزم.
وخلال وجودها الفاعل والإيجابي في القمة العربية وما تلاها من قمة إسلامية، كانت رسائل مصر مباشرة وواضحة، في توجهها للأمة العربية وللعالم الإسلامي، ومن خلالهما للمنطقة والعالم.
والمدقق في فحوي الرسائل المصرية، يجد في مقدمتها التأكيد الجازم، علي أن أي تهديد لأمن الخليج هو تهديد للأمن القومي العربي، الذي هو أمن مصر في ذات الوقت، وهو ما يستدعي مواجهة عربية حكيمة وحازمة،..، وهذا يتطلب تفعيل آليات التعاون العربي الشامل في مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات بحسم وقوة.
وفي هذا السياق قدمت مصر رؤية استراتيجية شاملة، لمواجهة التهديدات والأخطار المحدقة بالمنطقة، والتعامل مع الأزمات المشتعلة بها،...، تقوم في جوهرها علي عدة مبادئ ونقاط أساسية تتضمن:
> العمل علي بناء علاقات جوار صحيحة وسليمة مع كل الدول بالمنطقة، تقوم علي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الدول العربية الداخلية، والامتناع عن إثارة الفتن أو القلاقل أو النزعات الطائفية فيها.
> السعي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وذات السيادة، علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة،..، والعمل الجاد علي معالجة الأزمات المشتعلة في سوريا وليبيا واليمن، علي أساس الحفاظ علي سلامة ووحدة أراضي الدول.
> عدم التسامح مع التدخل الإقليمي أو الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية، وعدم التجاوز عن أي تهديدات لأراضي أو مياه أو منشآت الدول العربية،..، وكذلك عدم القبول بأي تدخل من جانب عربي في شئون الدول العربية الأخري.
> دعم العمل الإسلامي المشترك ومكافحة الإرهاب ونبذ التطرف، والتأكيد علي نشر الوسطية، والمواجهة الجادة لظاهرة التمييز ضد المسلمين ونشر خطاب الكراهية ضدهم في العالم