بقلم: محمد بركات
دون مبالغة علي الاطلاق، ودون تجاوز للحقيقة أو تجاهل للواقع القائم علي الارض،..، يمكننا القول بكل ثقة واطمئنان، بأن مصر الدولة والشعب هي أكثر الدول والشعوب علي الاطلاق حرصا علي أمن واستقرار السودان ووحدة وسلامة أراضيه.
تلك في اعتقادي هي الحقيقة الثابتة علي مر العصور، منذ نشأة المجتمعات والشعوب والدول في هذه المنطقة من العالم. والتي تأكدت وازدادت رسوخا في كل يوم، بحيث اصبحت واقعا ثابتا يفرض نفسه، ويزداد وضوحا مع سريان النيل المتدفق بالخير عبر واديه الممتد من الجنوب للشمال.
ولا يستطيع ولا يمكن لأحد ان ينكر او ينفي هذه الحقيقة، المؤكدة بثوابت الجغرافيا ومسيرة التاريخ الانساني، الممتدة عبر حقب الزمن المتوالية منذ فجر الحضارة في رحاب وادي النيل وحتي اليوم.
وفي ظل هذه الحقيقة وذلك الواقع المؤكد، كان من الطبيعي والمتوقع ان تكون مصر هي المقصد الأول الذي يتجه اليه رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان، الفريق اول عبدالفتاح البرهان، في أول زيارة له خارج السودان.
وان تكون مصر هي محطته الاولي التي يتوجه اليها، في تحركه علي الساحة العربية والاقليمية، بعد توليه رئاسة المجلس العسكري، في اعقاب الانتفاضة الشعبية السوداني التي اطاحت بالرئيس البشير.
وفي هذا الاطار كان من الطبيعي والمتوقع ايضا، ان يؤكد الرئيس عبدالفتاح السيسي للفريق البرهان، علي موقف مصر الثابت والمعلن، الداعم للسودان الشقيق في كل خطواته لتحقيق الأمن والاستقرار، في اطار الاخوة التاريخية بين الشعبين والدولتين.
وكان من الطبيعي ايضا، أن تؤكد مصر للبرهان علي التزامها القوي، بالقبول بكل ما يقبل به الشعب السوداني ودعمها اللا محدود لأمن واستقرار السودان، والوقوف بجانب الأشقاء لتجاوز المرحلة التي يمرون بها حاليا، بما يتوافق مع تطلعات وآمال الشعب السوداني، بعيدا عن أي تدخلات خارجية