بقلم: محمد بركات
علي مائدة البحث والنقاش للقادة والزعماء العرب في قمتهم التي عقدت بالأمس في تونس، كان هناك العديد من الملفات والقضايا والموضوعات المهمة، التي تستوجب اتخاذ مواقف وقرارات فاصلة في شأنها، بما يحقق آمال الشعوب العربية ويستجيب لطموحاتها.
وكل هذه الملفات وتلك القضايا ملحة ولا تقبل التأجيل أو الإرجاء، نظرا لكونها تتصل اتصالا وثيقا ومباشرا بقضية الأمن القومي العربي، في ظل التطورات والمستجدات الدقيقة والحرجة التي تمر بها الأمة العربية حاليا.
لذلك كان من الطبيعي أن تكون علي رأس هذه الملفات القضية الفلسطينية في مجملها وقضيةالقدس في خصوصيتها، والتطورات المأساوية في سوريا، في ظل القرارات الأمريكية المرفوضة بضم الجولان المحتلة الي اسرائيل ونقل السفارة الامريكية الي القدس،..، وكذلك الأوضاع في ليبيا واليمن، وأيضا خطر الارهاب الذي بات يهدد الدول العربية كلها.
واللافت في محتوي ومضمون هذه الملفات إنها تضم في طياتها وتعبر في محتواها، عن مجمل الأوضاع العربية وعموم المآسي الطافحة علي الخريطة العربية، والجراح النازفة من الجسد العربي، في ظل المشاكل والأزمات المحيطة بهم والخلافات المشتعلة بينهم، والتحديات التي تواجههم والأخطار التي تهددهم، وحالة الضعف والعجز التي هم عليها نتيجة الانقسامات والتشتت والصراعات القائمة بينهم.
ورغم كل الكلمات الصريحة التي قيلت، وبالرغم من الأماني التي حفلت بها الرؤي والأفكار التي اكدوها في كلماتهم،..، تبقي حقيقة مؤكدة علي أرض الواقع العربي، تنادي الكل وتفرض نفسها علي الجميع، وتطالبهم بالإلتزام بها والعمل علي تنفيذها.
هذه الحقيقة هي ضرورة تجاوز الخلافات والوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات والعمل بصدق وإخلاص علي رأب الصدع العربي، وحماية الأمن القومي العربي الذي أصبح في مهب الريح، والسعي الجاد والصادق إلي الوقوف صفا واحدا في المواجهة الشاملة للارهاب الذي بات يهدد الجميع.
والآن.. مازال السؤال المطروح هو.. هل تحقق القمة ذلك؟!،وهل تكون علي مستوي تطلعات وآمال وطموحات الشعوب؟!،...، نأمل ذلك