بقلم-محمد بركات
إذا ما ألقينا نظرة فاحصة علي ما يجري في عالمنا العربي من أحداث، وما يموج به من تطورات متسارعة، يلفت انتباهنا بالتأكيد ذلك الكم الكبير من القلاقل والاضطرابات القائمة في أماكن كثيرة منه، وكم النيران المشتعلة في مناطق عديدة به.
ولو دققنا النظر إلي مجمل الصورة وحقيقة الأوضاع علي أرض الواقع العربي، لرأينا ما لايسر ولايبعث علي التفاؤل، في ظل التفكك الذي أصاب الكثير من دوله، والانهيار الذي بات مهددا لدول أخري، والنيران المشتعلة في العديد منها.
ويكفينا في ذلك أن ننظر إلي ما جري وما كان، في كل من الصومال واليمن والعراق وسوريا وليبيا، باعتباره واقعا حيا يعكس للأسف ما آل إليه حال بعض دولنا الشقيقة.
ورغم ذلك كله وبالرغم مما تحمله هذه الصورة العامة من قتامة، وما تعكسه من احباط، إلا أننا لايجب أن تمنعنا أو تلهينا هذه القتامة وذلك الإحباط، عن رؤية أو متابعة المحاولات الجارية الآن، لجر المنطقة كلها الي مزيد من القلاقل والاضطرابات والفوضي غير الخلاقة.
ويخطئ من يظن أن هذه المحاولات جديدة أو مستحدثة، فذلك ظن خاطئ وفي غير موضعه، بل هو غير صحيح جملة وتفصيلا، حيث أن هذه المحاولات قديمة وغير طارئة، بل هي مستمرة منذ سنوات ليست بالقليلة.
هذه المحاولات كانت ولاتزال جزءاً أساسياً من المخطط المرسوم لتفكيك الأمة العربية، وإعادة تركيبها في إطار ما سماه المخططون والمنفذون له وبالشرق الأوسط الجديد»، والذي يري المخططون والمنفذون له، انه لايمكن إتمامه دون أن تغرق المنطقة كلها، وعلي رأسها مصر والسعودية، في مستنقع الفوضي الخلاقة.
وفي ذلك كان الهدف ولايزال هو جر المنطقة لكها إلي مستنقع الفوضي،..، وهو ما يتطلب منا جميعا درجة عالية من التنبه والحذر والحكمة أيضا، حتي لايحدث ما لاتحمد عقباه.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع