بقلم-محمد بركات
بالقطع لم تكن هي المرة الأولي.. ولن تكون الأخيرة أيضا، التي يتم فيها ضبط عملية حفر غير مشروعة أسفل أحد المنازل في منطقة نزلة السمان بجوار الأهرامات،..، حيث يقوم بعض أصحاب المنازل أو لصوص الآثار بالبحث والتنقيب، عما يمكن الإتجار فيه أو سرقته من تراث الأجداد وبقايا حضارتهم المدفونة في باطن الأرض.
وكثيرة هي بالتأكيد الوقائع والحوادث المشابهة لتلك التي جري ضبطها منذ أيام، وهناك المئات أو الآلاف مثلها جرت طوال الأعوام والسنين الماضية، بعضها أو القليل منها تم ضبطه في حين أن الكثير مضي دون اكتشافه، في ظل غيبة الوعي بقيمة هذه »المساخيط» أو التماثيل المدفونة،...، وفي ظل الإهمال العام الذي عانت منه المناطق الأثرية طوال القرون الماضية، والتي مازال بعضها يعاني منه حتي الآن.. للأسف.
وهناك أحاديث وروايات عديدة متداولة، حول عمليات بحث وتنقيب غير مشروعة كثيرة تمت دون أن ينتبه إليها أحد،..، وهناك دائما تلميحات وإشارات كثيرة حول نشاط دائم ومحموم لمافيا الإتجار غير المشروع في الآثار، في هذه المنطقة وغيرها من المناطق الزاخرة بالآثار.
وفي هذه المناطق كان الخطر ولايزال، ليس فقط سرقة الآثار وتهريبها،..، ولكن أيضا تشويه المقابر الأثرية أو تدميرها بالكامل، تحت وقع عشوائية الحفر والطرق البدائية التي يتم بها التنقيب، علي أيدي اللصوص الذين لا يهمهم غير السرقة والنهب، حتي لو أدي ذلك إلي إهدار أي قيمة حضارية أو تاريخية لما يقع تحت أيديهم.
وهذا يقودنا بالضرورة إلي لفت الانتباه، إلي أهمية الإسراع في تنفيذ التخطيط الجديد والشامل لمنطقة الأهرامات، بما يوفر الحماية الواجبة لهذه المنطقة، وينهي الحالة العشوائية وغير الحضارية التي تسودها الآن،..، كما يقودنا أيضا للمطالبة بالإسراع في إعداد تخطيط جديد، لكل المناطق الأثرية بطول البلاد وعرضها لحمايتها، وتوفير الأمان اللازم لها،...، فهل يحدث ذلك؟!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع