بقلم-محمد بركات
عيون العالم علي اتساعه وعيون اوروبا كلها والفرنسيين علي وجه التحديد، مصوبة الآن نحو »باريس»، ترقب بقلق بالغ ما سيحدث في المدينة، التي كانت طوال الأعوام الماضية، قبلة لكل المتطلعين والباحثين عن الثقافة والفن والإشعاع الحضاري والحداثي، حتي اطلقوا عليها بحق »عاصمة النور».
كل العيون تترقب بتوجس شديد ما سيحدث غ-دا السبت، وما إذا كانت أحداث ومشاهد الشغب والعنف والحرائق ستعاود التفجر والاشتعال من جديد في باريس، علي نفس النسق الذي جري أيام السبت خلال الأسابيع الماضية، أم أن الهدوء سيعود للمدينة من جديد.
والكل يتحسب ويتخوف مما شهدته فرنسا كلها وباريس بالذات، من أحداث عنف لم تكن متوقعة، تحولت فيها العاصمة إلي ساحة حرب وميدان مواجهات عنيفة وكر وفر بين الشرطة الفرنسية والمتظاهرين من حركة »السترات الصفراء»،...، الذين خرجوا للاحتجاج علي زيادة الضرائب والرسوم التي فرضتها الحكومة مؤخرا، وارتفاع الأسعار بصفة عامة، وأسعار المواد البترولية علي وجه الخصوص.
والمظاهرات كانت قد خرجت تحت شعار الاحتجاج السلمي، ولكنها سرعان ما تحولت إلي موجة كاسحة وغير مسبوقة، من العنف والتخريب وإشعال الحرائق ونهب المحلات، في كل شوارع باريس، مع التركيز علي الاعتداء علي المعالم التاريخية والرموز القومية، في أهم وأجمل شوارع باريس وهو »الشانزليزيه» ومن بينها قوس النصر الذي حاولوا تشويهه.
كان الرئيس الفرنسي »ماكرون» قد أعلن في البداية عدم خضوعه للمحتجين، وأكد أنه لن يتراجع عن زيادة الضرائب والرسوم التي قررها،...، ولكنه اضطر للتراجع بعد انتشار حالة العنف والشغب،...، وأعلنت الحكومة الفرنسية تعليق الزيادات الضريبية والرسوم لمدة ستة أشهر، حرصا علي استتباب الأمن ومواجهة الغلاء.
والآن.. الجميع يترقب ما إذا كانت هذه القرارات ستؤدي إلي وضع نهاية لخريف الغضب الفرنسي، أم أن هناك المزيد من التطورات السيئة، خاصة بعد أن أعلن أصحاب »السترات الصفراء» مطالبتهم بتنحي »ماكرون» وإقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع