بقلم-محمد بركات
قضايا عديدة أثارها وركز عليها وزير الخارجية الامريكي »مايك يومبيو» خلال جولته الحالية في المنطقة العربية، والتي شملت مصر والاردن والبحرين، ويمتد الي الامارات العربية وقطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت.
وبات واضحا لكل المهتمين بالشأن السياسي العام والعلاقات المصرية الامريكية علي وجه الخصوص، وللتصريحات التي ادلي بها وزير الخارجية الامريكي خلال الجولة، ان القضية الايرانية تأتي في مركز الصدارة من الاهتمام الامريكي في هذه المرحلة.
كما بات واضحا ايضا ان هناك غيابا متعمدا من جانب »يومبيو» للحديث عن عملية السلام في الشرق الاوسط، والرؤية الامريكية لمستقبل الصراع العربي الاسرائيلي بصفة عامة، والقضية الفلسطينية علي وجه التحديد، في كل التصريحات والكلمات التي ادلي بها في كل البلاد والمحطات التي زارها.
والمتأمل في تصريحات الوزير الامريكي في مجملها خلال ما تم من جولته حتي الان، يجد انه كان حريصا علي ابراز التوجه الأمريكي لدعم وتقوية العلاقات بدول المنطقة، الذين وصفهم بشركاء الولايات المتحدة،...، وأكد انه سينقل إليهم جميعا رسالة واضحة مفادها الالتزام الامريكي بقضايا المنطقة، والالتزام بهزيمة داعش، ومواجهة الانشطة الايرانية المزعزعة للاستقرار والأمن في المنطقة.
ولكن المتفحص في هذه التصريحات يجد تعارضا بينها وبين ما يجري علي ارض الواقع من جانب الولايات المتحدة، حيث انها قررت وبدأت في الانسحاب بقواتها من سوريا، معلنة القضاء علي داعش، وهو ما لم يحدث، ومفسحة المجال لايران علي الاراضي السورية، علي عكس ما ذكرته من سعي لتحجيم الدور الايراني في سوريا.
أما بخصوص ما أكده وزير الخارجية الامريكي من الالتزام بقضايا المنطقة فيتناقض تماما مع تجنبه الاشارة الي القضية الفلسطينية ومستقبل السلام، التي هي بالفعل القضية الاولي للعرب جميعا.
والسؤال الآن.. هل نصدق ما يقوله »يومبيو».. أم نصدق ما يجري علي الأرض؟!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع